العارض الصحي الطارئ الذي تعرض له محمد عبده نهاية الأسبوع الماضي في العاصمة الفرنسية باريس، لم تتعامل معه بعض وسائل الإعلام كما يجب، حيث تم تناوله بطريقة غير مقنعة من خلال تضليل الشارع وكل محبيه، نعلم وهم كذلك أنه أصيب بثلاث جلطات متتالية تسببت في سقوطه بمقر إقامته ما استدعى نقله للمستشفى وإخضاعه تحت الملاحظة ونحمد الله أنها مرت بسلام وخرج لمتابعة علاجه، هذا ما ذكرته ابنته البكر نورة التي كانت بجانبه وتتواصل مع من يتصل بها للاطمئنان على صحة والدها، إذ تعاملت مع الوضع بشفافية وتطلب من الجميع الدعاء له أن يتجاوز هذا الظرف الصحي الحرج. وهنا علينا أن نكون صادقين مع فنان العرب حتى لا نخسره على طريقة زميله الراحل طلال مداح وألا يتكرر المشهد مرة أخرى فهو بحاجة إلى الوقوف بجانبه لرفع معنوياته حتى يتجاوز هذا الظرف، فنحن بحاجة إليه خصوصا في هذه المرحلة ويجب عليه الآن اتخاذ قرار اعتزال الحفلات الغنائية بكل تفاصيلها ويختصر نشاطه على الاستوديوهات، فيكفيه 50 عاما من العطاء المتواصل في الساحة الفنية فضلا عن ذلك فهو الفنان العربي الوحيد الذي خدم أرشيفه الغنائي عبر توثيقه لكل أعماله العاطفية عبر القنوات المرئية والمسموعة. محمد عبده يعتبر أهم فنان عربي مر على سطح الأرض تخطى شهرة أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم وفيروز فهو حالة فنية لا أظنها ستتكرر لما يحمله من مخزون ثقافي وموسيقي.. أتمنى أن يتوقف فنان العرب محمد عبده لأننا كما أسلفت بحاجة إليه لا نريد أن نخسره فما حدث له أعتبرها جلطة في رأس الأغنية السعودية والعربية، وندعو الله أن يمن عليه بالصحة والعافية، أعتقد أن أسرته هي بأمس الحاجة إلى وجوده بينها في الفترة المقبلة.