اطلعت على خبر نشرتموه أخيرا يخص الفنان محمد عبده وكان عنوانه «أقبض الشيكات.. وأغني بمزاجي» وللأسف أن العنوان لا يمت للموضوع بصلة لأن فنان العرب لم يذكر في حواره للإذاعة القطرية بأنه يأخذ أموالا من أجل الغناء، ولكن النوايا التي تضمرونها في قسم «الفنون» تجاه «أبو نورة» ليست وليدة اللحظة بل وممتدة منذ فترة طويلة، وهدفها الأول والأخير الإساءة لهرم الأغنية العربية وفنانها الأوحد، بل يعتبر الحوار من أجمل لقاءات محمد عبده في الفترة الأخيرة، وأجدد أسفي أنكم حاولتم الاصطياد في الماء العكر من خلال وضع بعض النقاط تحت المجهر وتضخيمها دون أي سبب واضح سوى لهدف واحد هو الإساءة واتحداكم على ذلك، ولا تعلمون أن محاولة التسلق على أكتاف العظماء لن تكون في صالحكم وستجعلكم تخسرون الكثير كما خسرتم في الماضي، وأنتم خير من يعلم أن جماهيرية فنان العرب الممتدة من المغرب إلى الصين ليست في حاجة إلى تلميع أو إطراء وإنما بحاجة إلى من يحترم تاريخه المطرز بالأغنيات الخالدة التي لا تزال ترددها العواصم العربية والأوروبية التي طالما أطرب فيها الجاليات هناك، ولست أتحدث من باب الإعجاب بل من باب إحقاق الحق، وإذا كنتم ممن لديهم هاجس التخوف من تفوق محمد عبده على طلال مداح رحمه الله ووقوفكم في صفه ضد فناننا فإن موقفكم لم يأت في الوقت المناسب لأن المسألة انحسمت منذ زمن لصالح الفنان الذي خطب وده كل من الموسيقار عبدالوهاب ونجاح الموجي والقصبجي وأباطرة الطرب الجميل أنتم عندما تتحدثون فإنكم تتحدثون عن صوت الجزيرة الذي يستطيع أن يقلب الموازين متى ما أراد وبالكيفية التي يختارها، وعندما قال في حواره بأنه مع المنافسة مع جميع الفنانين فإنه قال هذا الكلام من باب إعطاء أمل للآخرين في الوصول إلى قامته وتجاوزه وهذا دهاء منه حتى يحاول أن يحافظ على الرتم العالي للأغنية السعودية ولم ولن يتجاوزه أحد لأعوام طويلة، وكل الفنانين دون استثناء مجرد تلاميذ في الفصل الكبير للمطرب الذي جمع بين الغناء والثراء الثقافي، وعندما يشخص حال الأغنية يكتشف المشاهد أن بينه وبين الآخرين أعواما ضوئية، وهؤلاء هم من يحتاجون إلى النقد، وليس فنان العرب الذي جعلتموه هدفا ل «شخمطات» فارغة، واتحدى في مصر أن ينبري أحد للكتابة بشكل جارح عن أم كلثوم أو عبدالحليم حافظ، وفي لبنان لا يجرؤ أحد على المساس بقامة فيروز، وهنا لا بد أن تحمي وزارة الثقافة والإعلام فنان العرب الذي قدم أكثر من 500 أغنية وطنية من هرطقات أقلام باحثة عن الشهرة وجوفاء من المضمون وتكتب على لسانه ما لم يقله أو يصرح به، دون مراعاة أن هذه الأقلام أمانة في أيديهم، يجب أن يحافظوا عليها، وأن يبتعدوا عن إحراج أنفسهم أمام الملايين من محبي الفنان القدير محمد عبده. علي البارقي. الرياض