دفع نجاح تجربة تشغيل سيارات «الجولف» لنقل المشيعين داخل مقابر المعلاة في مكةالمكرمة، السكان للمطالبة بزيادة أعداد تلك العربات وتعميمها على كل المقابر في مكة وغيرها من المناطق، باعتبارها نقلة نوعية للخدمات في مثل هذه الأماكن. وامتدح عدد كبير من المشيعين التقتهم «شمس» تلك السيارات الكهربائية التي وفرتها أمانة العاصمة المقدسة في مارس من العام الماضي، لمساعدتها العجزة وكبار السن على التنقل براحة تامة داخل المقابر. مشيرين إلى ضرورة الإسراع في تدريب المزيد من السائقين على قيادتها حتى يكونوا جاهزين للعمل بمجرد إعداد أخرى من هذه السيارات التي تعد صديقة للبيئة حيث لا تطلق أي انبعاثات ضارة، لاعتمادها على بطاريات كهربائية، كما تتميز بالهدوء الشديد. وقال هاني اللقماني إنه حضر لتشييع أحد أقاربه في مقبرة العدل فشد انتباهه وجود سيارات الجولف وهي تنقل المشيعين من المرضى وكبار السن الذين يحرصون رغم ظروفهم على المشاركة في تشييع أقاربهم ومعارفهم، مشيرا إلى أن الفكرة كانت أكثر من رائعة وجهدا يستحق التقدير من أمانة العاصمة المقدسة التي عليها أن تستجيب لردود الفعل الإيجابية لهذا المشروع وتطوره وتزيد من عدد السيارات، خاصة أن بعض الجنازات تستقطب أعدادا كبيرة من المشيعين. أما خالد الدعدي فطالب أمانة العاصمة المقدسة بزيادة عدد العربات في مقابر مكةالمكرمة في ظل الأعداد الكبيرة من المشيعين الذين يتوافدون بشكل يومي للمقابر سواء في المعلاة أو العدل أو الشرائع وغيرها من المقابر، خاصة أن مكةالمكرمة تشهد أعدادا كبيرة من الزوار والمعتمرين وحجاج بيت الله الحرام. من جهة أخرى قال مدير إدارة التجهيز بأمانة العاصمة المقدسة المهندس عبدالله عقيل ل «شمس» إن العربات التي تم إدراجها أخيرا لخدمة ونقل كبار السن في عدد من المقابر هي أربع، بينما يوجد لدى الإدارة ثماني عربات أخرى، ولكن نقص السائقين يظل عائقا أمامهم لتشغيل المزيد منها. وأضاف أنه من خلال العقد الجديد سيتم تعميم هذه العربات على بقية مقابر مكةالمكرمة بعد أن أثبتت فعاليتها ونجاحها حيث ساهمت هذه العربات الكهربائية في تخفيف المعاناة على كبار السن والعجزة وأصحاب الحالات الخاصة. أما الناطق الإعلامي في وكالة الخدمات بأمانة العاصمة المقدسة سهل مليباري فأشار ل «شمس» إلى أن الأمانة حرصت على تقديم هذه الخدمة لأهميتها في ظل كبر مساحات بعض المقابر وعدم قدرة كبار السن والعجزة على قطعها على أقدامهم، لافتا إلى أن العربة الواحدة مجهزة ب 20 مقعدا، وتنقل 150 راكبا في الساعة الواحدة وتغطي كل مساحة المقبرة وقدرها 50 ألف متر مربع خلال جولاتها الترددية بين الجهة الشمالية مقر الدفن الحالي والجهة الجنوبية مقر تقبل التعازي بمقبرة المعلاة. يذكر أن هناك سبع مقابر رئيسية يتم إعدادها وتهيئتها سنويا في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وهي: المعلاة والشرائع والعدل وبحرة، إضافة إلى مقابر مجمع الطوارئ بالمعيصم ومشعري منى وعرفات. وتعد مقبرة المعلاة هي الأكبر بين تلك المقابر حيث يوجد فيها نحو 24 ألف قبر موزعة أحواضها، وتستقبل بحسب مصادر نحو 40 جثة يوميا ترتفع إلى 100 في مواسم الحج والعمرة خاصة رمضان .