كشفت أمانة العاصمة المقدسة ل «شمس» أن قرار وزارة الداخلية الأخير القاضي بالتعميم على أمراء المناطق بعدم نقل الأموات من مناطقهم إلى مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، سيخفف نسبة الدفن في مكة من 10 إلى 20 %. وقابل علماء ومسؤولون ب «ارتياح بالغ» تشديد الوزارة بعدما تحولت إلى «ظاهرة» لدى أهالي المتوفين، رغم تشديد اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على دفن كل ميت في مقابر البلد الذي مات فيه، تحقيقا لما حث عليه الشرع في التعجيل بدفن الميت، وتفادي الإسراف في إنفاق أموال طائلة من غير ضرورة شرعية. ووصف أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار التعميم بأنه تأكيد لقرار سابق بهذا الخصوص، لم يتم التماشي معه وفق نصوصه، وهو ما حمل الأمانة وبلدياتها الفرعية الدخول في عمليات توسعة وتنظيم للمقابر الموجودة بمكة لاستيعاب الأعداد الضخمة من المنقولين للدفن بمكة، منتقدا تمسك بعضهم بعدم دفن موتاهم إلا في مقابر العاصمة المقدسة، وقطعهم مئات الكيلومترات وإرهاق المشيعين في سبيل ذلك. وأوضح مدير إدارة التجهيز بأمانة مكة المهندس عبدالله عقيل أهمية التعميم في تخفيف الضغط على المقابر الرئيسية السبعة بمكة، حيث تم أخيرا الاستفادة من ثلاثة آلاف قبر جديد، إضافة إلى 24 ألفا، بمقبرة المعلاة، وحفر 40 ألف قبر «شق» بمقبرة الشرائع لاستيعاب الزيادة في أعداد المتوفين من أبناء مكة، حيث يتم تجهيز 50 حالة في اليوم الواحد، ما يقارب 20 % منها من خارج مكة، فيما أكد عضو مجلس الشورى الشيخ حاتم الشريف «حكمة وواقعية» التعميم، في ظل ضيق المقابر في مكةوالمدينة إلى درجة دفعت للخروج للأراضي الواقعة على خط المدينتين لتحويلها لمقابر، وهو ما سيأتي بنتائج سلبية على التخطيط العمراني. وحول رؤية علماء الشريعة في حال كتابة الميت لوصية بالدفن في المدينتين، استثنى عضو لجنة الفتوى والإرشاد والتوجيه بالحرم المكي الشيخ عبدالرحمن العتيق، أصحاب تلك الوصيات من التعميم، متى ثبت ذلك في الوصية، لكنه لفت إلى أهمية فتح ملفات الوافدين المتوفين، وترحيل جثامينهم لمواطنهم بين أهاليهم. وأوضح الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة أم القرى الدكتور يحيى زمزمي عدم جواز نقل جثمان الميت إلى مكان آخر، وإن كان مكة أو المدينة، إلا للضرورة الشرعية، بينما يرى الراقي الشرعي الشيخ حسن الشنبري دفن المسلم حيث وافته المنية، ما لم يكن في البلد المتوفى به مقابر للمسلمين، فيتم نقله لأقرب بلد فيها مقابر إسلامية، لافتا إلى أن غالبية ذوي المتوفين يصرون على دفن ميتهم بمكة أو المدينة، بحجة الاعتصام من فتنة المسيح الدجال .