افتخار.. ذلك الشاب الباكستاني الذي يعيش في إسلام آباد، يخرج من بيته كل يوم ليبحث عن قوت يومه، حيث يقوم بالأعمال البسيطة أجيرا يجوب الشوارع، فهو يتقن كل الأعمال التي يتطلبها الجسد، لا يفكر في هم سوى الحصول على لقمة يسد بها جوعه، ولا تؤرقه فكرة الزواج أو البحث عن مسكن آخر لا يشاركه فيه خمسة أنفار تضمهم غرفة واحدة. بل هي على العكس من ذلك قد تكون فرصته الوحيدة لتحسين ظروفه الحياتية. هو الآن يغادر باكستان متوجها إلى إنجلترا حيث قرر أحد معارف والده أن يزوج افتخار من ابنته، ويتكفل بمصاريف الزواج وتأثيث البيت، وحتى شراء شبكة من الذهب، وكذلك قرر أن يجعل افتخار شريكه في تجارته، وفوق هذا أعطاه مقدما تذكرة سفر بالإضافة إلى مبلغ مالي كي يجهز نفسه للزواج، كما هي الأعراف والتقاليد! في المقابل يسعى حمد الشاب السعودي رغم أنه ظل عشرة أعوام يحاول ادخار شيء من راتبه لهاجس الزواج الذي طالما أرقه كثيرا، الذي بدأ حين كان يتقاضى راتبا أربعة آلاف ليصل اليوم إلى سبعة آلاف لكنه لم يصمد أمام التضخم في الأسعار من حوله فراح يهرول ليبحث عن أقل نسبة من الفوائد ويستكمل الأوراق المطلوبة للاقتراض من البنك المنشود ويجمع المساعدات المالية من الأقرباء لإنهاء تكاليف الزواج الباهظة كما هي الأعراف والتقاليد السعودية، ولم يسعفه راتبه الضئيل في الاقتراب حتى من سداد مبلغ المهر الذي سيقدمه لزوجته أو حفل الزواج، فقضى شهر العسل مع زوجته وهو يفكر في الديون التي لحقته من هذا الزواج! على عكس افتخار الذي كان زواجه بمثابة الفرصة أو الحلم للخروج من عالم الفقر والسفر نحو عالم التجارة بسبب الزواج، وجد حمد نفسه محاطا بهموم جلبتها الأفكار بالديون والالتزامات التي حملها على عاتقه فكانت سبب الشقاء له حتى راح يهذي مدركا للمثل الشعبي الصحيح «لا هم مثل هم العرس، ولا وجع مثل وجع الضرس»!