منذ زمن ليس بالبعيد كانت دور الأربطة ظاهرة تشكل جزءا بسيطا من احتياجات المجتمع الحجازي بالذات «الرباط مكان إيواء للأرامل والفقراء أو من لم يكن لديهم من يعولهم» وكان جل سكانهم ممن انقطعت بهم ظروف الحياة من الغرباء الذين يزورون بلاد الحرمين، أما اليوم فإن دار الرعاية الاجتماعية تشكل جزءا أساسيا من قطاع الخدمة الاجتماعية بكل مدينة في المملكة مع فارق ضخم هو عدد الحالات التي يستضيفها الدار واختلاف النوعية؛ إذ أضحت الدور الاجتماعية مكانا لاستضافة الحالات الاجتماعية الصعبة من الأيتام والأطفال المتخلى عنهم والزوجات من نوع قضية فصل النسب والطلاق غير معترف به. ما أثار فضولي هو المشاكل التي عجت بها الصحف في الآونة الأخيرة وخصوصا في منطقة مكة فهل يعقل أن تكون العلاقة الرائعة «بشهادة فتيات الدار» بين المديرة والفتيات سبب رئيسي في إبعاد المديرة؟! وهل يصدق عقل أن المشرفين على علو مواقعهم الإدارية يقفون بين رغبة الفتيات في عودة المديرة المبعدة وبين إسقاط الشكوى على أمل ألا يثار الموضوع بسقوط الشكوى المقدمة من الفتيات أتساءل عن دور جمعية حقوق الإنسان وعدم تدخلها حتى الآن أو أن الجمعية ممنوعة من التدخل إلا بشكل رسمي، إذ ينتظر من الفتيات أن يتقدمن بشكوى للجمعية حتى تتدخل؟ وهل يجب أن يتدخل الصحفيون الرجال حتى تكبر القضية إذا اعتبرنا أن العنف الذي قوبلت به الصحفية كونها امرأة لا يستحق أن تكون القصة حقيقية؟! ليتنا اكتفينا بالأربطة فبالماضي كان العمدة أو أي كبير في الحارة من أهل الخير هو الذي بيده الحل لكل المشاكل بالأربطة فقد كانت تربطه محبة الجار والشعور بالمسؤولية، فالكل كان يرى أنه مسؤول عن الآخر، بخلاف ما يحصل الآن فما يربطهم غير القوانين والأنظمة الجافة التي لا تحمل في طياتها أي مشاعر إنسانية.