اقترحت الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، إيجاد شبكة سعودية للخدمات الصحية التطوعية بدلا من المجالس التنسيقية للقطاع الخيري الصحي على مستوى المملكة. وأكدت ردا على سؤال الدكتور عبدالعزيز المقوشي رئيس الجلسة الأولى لملتقى الجمعيات الصحية الخيرية الأول الذي تنظمه وزارة الصحة ومؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية في قاعة الملك فيصل بفندق الإنتركونتننتال بالرياض تحت عنوان «العمل الخيري آفاق وتطلعات»، «حول جدوى وإمكانية إيجاد مجالس تنسيقية على مستوى المناطق للقطاع الخيري الصحي، ومدى اتفاقها مع الطرح السوداوي الذي تحدث به البعض عند دراسة العمل الخيري»، وجود جمعيات تغطي عدة مناطق ولكن بتخصص صحي محدد. وأضافت «إيجاد هذه الشبكة وإيجاد مجالس إدارة لها تنسق وتقوم وتتابع المرضى، أعتقد أنه أنسب من مجالات متخصصة في كل قطاع جغرافي». وحول النظرة السوداوية، قالت الأميرة عادلة «لا أظن أنها سوداوية، ويمكن أن نقول عنها رصاصية بين الأبيض والأسود، ولكن لحداثة العمل التطوعي المنظم في المملكة من المتوقع أن يحدث هذا الشيء، والمفروض تصحيح هذا المسار بأسرع وقت ممكن للاستفادة من الموارد البشرية والمالية لخدمة عدد كبير من المرضى». من جهة أخرى، خالف الدكتور محمد الركبان رأي الدكتور محسن الحازمي من الجمعية السعودية الخيرية للأمراض الوراثية الذي أوضح أن حداثة ثقافة التطوع في المجتمع أبرز التحديات والعوائق، بقوله «أنا لا أتفق مع هذا الرأي، لأن ثقافة التطوع في المجتمع الإسلامي والعربي والسعودي بصفة خاصة لها أقدام راسخة وهناك تجارب وخدمات جليلة تقدم ليس فقط في المجال العلمي ولكن في المجالات الأخرى التي تندرج تحت مظلة التطوع، وهناك خدمات تطوعية أثناء موسم الحج منذ 1400 عام». وأوضح أن التطوع ملازم لوجود الإنسان ليس فقط في الشريعة الإسلامية، بل منذ أن وجد الإنسان على الأرض وهو يطمح إلى التطوع والعمل التطوعي ومساعدة الآخرين. إلى ذلك، ذكر الدكتور عبدالرحمن السويلم ردا على مداخلة الدكتور محسن الحازمي، أن هناك فرقا كبيرا بين مفهوم ثقافة التطوع وحب الخير الموجود في النفس البشرية «سيول جدة من الأمثلة المشرقة، وشاهدنا أكثر من خمسة آلاف متطوع، لكن الثقافة الحقيقية هي عدم تمكن المؤسسات الحكومية والخاصة من الاستفادة من المتطوع، لأنه لا توجد ثقافة تطوع نابعة من النظام، ومجلس الشورى أنجز موضوع النظام الوطني للتطوع والدكتور محسن عضو فيه، فإذا أقر من المقام السامي سيحدد واجبات وحقوق المتطوع وسيعطي مميزات ومكافآت ومناسبات لتكريم المتميزين والمؤسسات المتميزة في قضية التطوع، ونحن نحتاج إلى إعادة نشر ثقافة التطوع وبالذات بين المسؤولين حتى يستطيعوا استيعاب المتطوعين بشكل صحيح وتتاح لهم فرصة العطاء والمجال في التطوع». في السياق، رفض الدكتور عبدالرحمن القحطاني رأي الاختصاصية الاجتماعية بمجمع الأمل للصحة النفسية هدى بخاري في مداخلتها بإيقاف تقديم المساعدة أو المعونة المالية للمرضى ومراجعي المستشفيات لوجود -على حسب قولها- تلاعب من مستفيدي التبرعات بأخذ أكثر من فرصة وعدم ترك المجال لمحتاج آخر، بقوله «أختلف في قضية إيقاف المساعدات المالية بقدر ما نريد بأن تكون هناك قاعدة معلومات لمن تقدم لهم هذه المساعدات حتى نمنع الازدواجية». وبين الدكتور عبدالرحمن القحطاني ردا على مداخلة رئيس مجلس إدارة الجمعية التوعوية الصحية «حياتنا» الدكتور صالح الأنصاري الذي ذكر «وجود ضعف في تأطير مشاركة الشباب بالأعمال الخيرية وخصوصا طلاب الكليات الصحية»، بقوله «لا بد أن نعي أن مفهوم التطوع بمفهومه الشامل الواسع لدى الشباب لا يزال ضيقا، كما لا بد أن نؤمن بأن التطوع والعمل الخيري مجرد تقديم ريال أو ريالين، ولكن قضية المشاركة الشخصية لا يزال قاصرا»، مؤكدا أن وزارة التربية والتعليم لها دور كبير في مجال تأطير هذه الثقافة التطوعية من خلال المناهج، وكذلك وزارة التعليم العالي لأن مثل هذه المبادئ تدرس في الدول الغربية منذ الصغر. وأضاف القحطاني «نحن نعرف أن الشباب يمثلون 60 % من المجتمع، ووزارة الشؤون الاجتماعية لها دور كبير في تحفيز الجمعيات الخيرية بالاستثمار في برامج تستهدف التطوع لدى الشباب».