«أنا لم أذنب أو أصنع منكرا.. بل اتبعت السنة».. هذه الجملة يبدأ بها الرجل «المعدد» دفاعه عن موقفه بعد أن «قرر أن يصبح رجلا حقيقيا» ولكي يظهر أمام أقرانه بأنه قوي ومسيطر على الأمور! شدني لهذا الموضوع آخر إحصاء لحالات الطلاق التي تحدث في بلدنا كل دقيقة.. وكيف أن بعض الزيجات قد يصل مداها أياما فقط! وبقدر ما كانت النسبة مذهلة لي إلا أني بدأت أبحث لفضولي القاتل عن الأسباب.. وأذهلني أن كثيرا من حالات الطلاق تحدث لأسباب سخيفة. إذ تبين لي أن أغلب الرجال المتزوجين اعتبروا الزواج مجرد تسلية يقضي فيها الشخص أوقات الفراغ المملة.. وسرعان ما يمل تسليته ويبدأ البحث عن تسلية جديدة «زوجة جديدة». وبطبيعة الحال سنتذكر الجملة الأولى بأنة يتبع السنة.. ولو سألنا واحدا منهم عن أخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم مع أهله.. فسيقف واجما.. وماذا لو سألناه عن سنة الحبيب في حسن المعاملة مع الزوجة وحسن المعاشرة معها؟ ولو سألناه عن تربية الأبناء الذين أهملهم وما أضنى نفسه في محادثتهم -ولن أقول تربيتهم- ساعة لقال إنه لا يملك الوقت الكافي.. ولو حاصرناه وسألناه عن سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم في مأكله أو مشربه أو أخلاقه وطباعه وعلاقاته الأسرية والاجتماعية، لأصبحت المعادلة لدينا صفرا! لكنه في موضوع التعدد سيأخذ الدرجة الكاملة، ولديه المعلومات وافية شافية عن هذه النقطة من السنة فقط! هنا تتجلى لنا أنانية الرجل المفرطة التي تقيده في محيط الأنا الطاغي، فما تمكنه سوى من البحث عن ملذاته وغرائزه الحيوانية، في اللحظة التي تكون زوجته وأطفاله بأمس الحاجة إليه، وهو لا يفكر إلا بكيفية تطبيق السنة التي لا يعرف منها إلا «التعدد».