طالب أكثر من 57 شابا سعوديا يعملون في حراسة البرج الطبي في الدمام «المستشفى المركزي»، برفع مرتباتهم الشهرية إلى ثلاثة آلاف ريال وهو الحد الأدنى لرواتب السعوديين كما حدد الأمر الملكي الأخير. وتساءل عدد من الحراس عن كيفية حصول الشاب الباحث عن العمل «إعانة عاطل» قدرها ألفا ريال بينما رواتبهم منذ أعوام لم تتعد حاجز الألفي ريال. وقالوا ل«شمس» إن هذا الأمر دعاهم إلى مطالبة مسؤولي المستشفى بالنظر في أوضاعهم ومحاولة تحسينها، فيما لوح بعضهم بالاستقالة وآخرون بالامتناع عن العمل. وقال نايف الشهري « 23 عاما» إن راتبه يبلغ 1600 ريال وهو بأي حال من الأحوال لا يكفي لتغطية كل تكاليف المعيشة وهو لا يزال عزبا فكيف سيكون الحال إذا ما أسعفه الحظ وتزوج: « فرحنا بقرار تحديد الحد الأدنى لرواتب الموظفين السعوديين بثلاثة آلاف ريال ونرجو أن يشمل هذا القرار الشركات الخاصة، فكيف يستقيم عقلا أن تكون إعانة الباحث عن عمل وهي ألفا ريال شهريا تزيد على مرتب من يعمل بدوام كامل». وذكر أن جميع الحراس تقدموا بخطاب رسمي لمدير المستشفى طالبوا فيه بتحسين أوضاعهم فوعدهم بأن يتم النظر في الأمر خلال الأيام المقبلة. وأضاف خالد غزواني «22 عاما» أن راتبه لا يتعدى أيضا ال 1600 ريال وهو مبلغ لا يواكب زيادة تكاليف المعيشة الآخذة في الارتفاع، لذلك فإن الأمر يحتاج إلى مراجعة تمنحهم نوعا من التوازن لمقابلة حاجاتهم، حتى يستطيعوا أن يتدبروا أمرهم ويشرعوا في الزواج وتكوين أسرهم والإنفاق عليها. أما حسين العيسى «30 عاما» فذكر أنهم في انتظار رد من الشركة المشغلة بشأن تلبيه جميع مطالبهم الوظيفية.: «لم نعد قادرين على تحمل هذه الأوضاع وسط هذا الغلاء الفاحش من حولنا، فنحن على هذا الحال منذ سبعة أعوام، على الرغم من مطالباتنا السابقة بتحسين أوضاعنا لكن دون جدوى وهو ما أثر في حياتنا واستقرارنا، فالكثير منا غير قادرين على الزواج أو توفير حاجاتهم الشخصية». من جانب آخر أكد المحامي والخبير في الشؤون العمالية فالح القحطاني أن من حق هؤلاء الحراس المطالبة برفع رواتبهم وتحسين أوضاعهم الوظيفية ولكن لا يجب عليهم أن يهددوا بالامتناع عن العمل فهذا ليس حلا ولا نشجع عليه. وقال ل«شمس» إن الامتناع عن العمل فيه إضرار بالعمل وبصاحب العمل ولكن المطالبة الشرعية حق أي موظف شاب وتكون عبر الطرق الرسمية كمدير الشركة أو وسائل الإعلام أو مخاطبة الجهات المختصة. وأضاف أن التوجه القائم حاليا هو رفع أسقف رواتب السعوديين إلى ثلاثة آلاف ريال، وبالتالي فإن على هذه الشركة التجاوب من توجه الدولة في هذا الشأن. من جانب آخر أكد نائب مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة والناطق الإعلامي بصحة المنطقة الشرقية أسعد سعود أن «صحة الشرقية» تدرك حجم مسؤوليات ومعاناة حراس وحارسات الأمن فهم يقومون بحراسة وتنظيم مرافقنا وهي أدوار لا تقل أهمية عن أي أعمال أخرى، بجانب عملهم لساعات طويلة وقد تكون متواصلة ويتطلب عملهم الوقوف في أوقات الطقس المختلفة، وعلى ضوء ذلك فقد تم الاستماع إلى رغبتهم وجرى مناقشاتهم فيما يتعلق بضعف الرواتب التي لا تتناسب مع ما يؤدون من أعمال أمنية وتنظيمية ذات مشاق ومعاناة كثيرة. وقال ل«شمس» إن حراس الأمن يخضعون لأنظمة العمل والشركة المشغلة هي المسؤولة عن عقودهم، كما أن مكتب العمل هو الجهة المختصة للنظر في مثل هذه المطالبات، إلا أن «صحة الشرقية» تسعى باعتبارها حلقة وصل بين جهات الاختصاص بنقل رغبة الحراس في الحصول على الحد الأدنى للأجور وهو ثلاثة آلاف ريال، وذلك عبر كتاب خطي سيرسل لشركتهم من باب تحفيزهم على الاستمرار في العمل ومقابلة حاجاتهم ومسؤولياتهم الأسرية