طالب مجموعة من المتقاعدين وأسرهم ممن يتقاضون رواتب شهرية تقل عن ثلاثة آلاف ريال ويشكلون 20 % من إجمالي المتقاعدين البالغ عددهم 954 ألفا «بحسب المؤسسة العامة للتقاعد» شمولهم بقرار «الحد الأدنى من الرواتب» الذي قدر ب 3 آلاف ريال وجاء في الأمر الملكي الكريم الصادر الجمعة الماضية الذي شمل جميع موظفي الدولة، مشيرين إلى أن ضعف مرتباتهم وموجة الغلاء وتكالب الظروف المعيشية والارتباطات الأخرى تجعلهم يعيشون أوضاعا صعبة، وأكدوا على أنهم يستحقون زيادة في المرتبات أسوة بغيرهم كونهم خدموا البلد سنوات طويلة. الدمام، مكةالمكرمة، جازان. محمد الزهراني وحامد القرشي وعمر عريبي وأكد هلال الزهراني «38 عاما» متقاعد من الأمن العام أن راتبه التقاعدي 2282 ريالا لا يكاد يكفي أن يسد متطلبات حياته «راتبي للأسف الشديد ضعيف ولا يسد احتياجاتي، فأنا أحلت إلى التقاعد لأني غير لائق طبيا، وقد تعرضت لإطلاق نار قبل عدة سنوات وهو ما أدى إلى بتر قدمي من مفصل الركبة، وأحلت إلى التقاعد، وحاليا أفكر في الزواج ولا أملك سيارة ولا منزلا». وأضاف أنه لم يكن يتمنى أن يحال إلى التقاعد لأنه ليس قادرا على التكيف مع ظروف الحياة الصعبة بهذه الطريقة لكنها مشيئة الله، مؤكدا أن الراتب التقاعدي ضعيف ويحتاج إلى زيادة ويتطلع لأن يشمله قرار الحد الأدنى ليرتفع الراتب قليلا ليساعده على التفكير بشكل جاد في الاستقرار وتملك مركبة، أما المسكن فيقول «هذا مستحيل». ويؤكد علي الناصر أن راتبه التقاعدي لم يعد يكفي لتصريف أمور الحياة «نحن نلحظ الآن الارتفاع الكبير في المعيشة، ونأمل أن يشملنا القرار الملكي بأن تحدد جميع رواتبنا بالحد الأدنى أسوة بالموظفين في الدولة، فنحن سبقنا هؤلاء الشباب في الوظائف، وكانت لنا الأولوية في هذه الوظائف وخدمنا طيلة السنين الماضية وبالتالي فإننا نرى مساواتنا بهؤلاء الشباب في الحد الأدنى من هذه الرواتب وإن كنا متقاعدين». واعتبر حسن مليباري أحد المتقاعدين في منطقة مكةالمكرمة أن المتقاعدين يجب أن يكافؤوا نظير خدمتهم لهذا الوطن، وأضاف «بذلنا سنين طويلة في الخدمة، ونتطلع لأن نجد دعما حكوميا يساعدنا على الوفاء بالتزاماتنا»، ويقول «راتبي التقاعدي لا يتجاوز 2800 ريال، وبمثل هذا المبلغ لا يستطيع المتقاعد من خلاله سداد الديون والقروض ودفع إيجار للشقة التي يسكنها وعائلته، كما لا يفي بتلبية متطلبات الأبناء ورسوم الدراسة»، مؤكدا على أن 4000 آلاف ريال كحد أدنى للرواتب هو المطلب الحقيقي، وما يتطلع إليه المتقاعدون في الوقت الراهن. ويوضح داخل المحمادي أن تسديد القروض والديون تلتهم 80 % من راتبه شهريا، ولا يتبقى له سوى القليل، موضحا أن «بعض المتقاعدين يتقاضون مبالغ زهيدة ولا يجدون دعما من الجمعيات الخيرية ويضطرون إلى الاستدانة شهريا للوفاء بالالتزامات الضرورية، وهؤلاء يجب أن يتم الالتفات لهم ومكافأتهم». ويتمنى سعود المديني زيادة رواتب المتقاعدين بشكل عاجل «الوضع الحالي غير مناسب في ظل ارتفاع الأسعار، ومجمل ما نتقاضاه يذهب إلى الأقساط والديون وإيجار المسكن»، ويزيد بالقول «نعاني من مشكلة التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة وأعباء الحياة الأخرى، ونريد وضع حد أدنى للأجور فهناك من لا يتجاوز راتبهم التقاعدي ألفي ريال وهذا الراتب لا يكفي إطلاقا في هذا التوقيت، ونريد مبلغا شهريا لا يقل عن ثلاثة آلاف ريال». وأكد متقاعدون في منطقة جازان، أنهم أحق من غيرهم برفع رواتبهم، وذكر أحمد بن مشهور المتقاعد منذ ما يزيد على 10 أعوام أن الراتب التقاعدي الذي يتقاضاه قليل جدا، ولا يكاد يفي بالتزاماته الضرورية «شهريا أستلم 1900 ريال، ولدي كثير من الالتزامات وأجد نفسي في ضائقة مالية على الدوام بسبب فواتير الكهرباء والمياه وارتفاع كلفة المعيشة ومتطلبات الأولاد». وأكد أنهم يعيشون في أوضاع سيئة فلا يشملهم الضمان الاجتماعي ولم تزد مرتباتهم منذ وقت طويل، مشيرا إلى أن الزيادة حتى لو كانت محدودة فسيكون لها بالغ الأثر عليهم وتسهم في حل جميع مشاكلهم». وشاركه المتقاعد محسن العريبي البالغ من العمر 60 عاما، مضيفا «همي كبير جدا، وأملي في الملك عبدالله أكبر من ذلك، أعول 16 فردا وراتبي التقاعدي 1750 ريالا شهريا، ولو وزع على كل فرد منهم فسيجد أن نصيبه أقل من 110 ريالات، وهذا لا يكفي أبدا لنعيش حياة كريمة». أما عبده عطيف وهو عسكري متقاعد منذ 11 عاما ويتقاضي ألفي ريال، فيؤكد أن تحديد حد أدنى لرواتبهم بثلاثة آلاف هو أملهم منذ زمن، ويضيف «القرارات الملكية الأخيرة لامستنا جميعا، نحن المتقاعدين نحلم بزيادة مرتباتنا ونأمل أن يتم ذلك في القريب العاجل. وبحزن عميق، علق إبراهيم خواجي ومحمد عبده مشهور على مرتبهما التقاعدي الحالي بقولهما «للأسف لا نراه سوى على شاشات وأوراق الصرافات الآلية، فكله يذهب لأصحاب الأقساط والديون». وأكد عضو الجمعية الوطنية للمتقاعدين بداح بن مجدل القحطاني أن الجمعية منذ تأسيسها كانت تطالب بوضع حد أدنى للمتقاعدين من أجل توفير لقمة عيش كريمة لهم، مشيرا إلى أن المتقاعدين هم فئة وشريحة كبيرة من شرائح المجتمع حيث يبلغ عدد المتقاعدين والمتقاعدات في المملكة قرابة 600 ألف متقاعد ومتقاعدة، فيما يصل عدد المستفيدين من التقاعد ويقصد بهم عائلة المتقاعد المتوفى أو المتقاعدة المتوفاة إلى 800 ألف مستفيد ومستفيدة، مضيفا بالقول إن البعض من المتقاعدين يستلمون راتبا تقاعديا لا يتجاوز ال 1200 ريال. وتمنت عضو مجلس إدارة الجمعية الوطنية للمتقاعدين بالمنطقة الشرقية منيرة الصقير أن تشمل هذه الزيادة رواتب جميع المتقاعدين «نتمنى أن ترفع رواتب المتقاعدين إلى ثلاثة أو أربعة آلاف ريال، فهؤلاء المتقاعدون هم أولى بهذه الزيادة، فهم عملوا منذ وقت سابق وأحق من غيرهم، ورواتبهم لا تشملها أي زيادة ومعظمهم يعولون أسرا كبيرة». وأضافت «سبق أن طالبنا برفع رواتب المتقاعدين إلى أن تصل إلى 3000 ريال في شهر رمضان الماضي عندما قابلنا النائب الثاني، فحياة المتقاعد المعيشية مهمة بالنسبة لنا في الجمعية ونسعى دائما أن يعيش المتقاعد حياته بكل يسر وسهولة». وأكدت الصقير أن نحو 2000 متقاعد مسجل في الجميعة بالمنطقة الشرقية منهم 320 سيدة متقاعدة