يجزم الكاتب الصحفي عبدالعزيز السويد بأن التعليم يقتل الوعي، ويلمح إلى أنه منتشر بين الناس في إشارة إلى قتل وعيهم، ورغم ذلك فإنه يعتمد أطروحات ساخنة تلهب كثيرا من القضايا التي يتناولها. المعروف عن السويد أنه لا يجد حرجا في «المراوغة»، بعدم اعتماد وصف الإثارة لطرحه الاجتماعي ويستخدم بديلا عنها وصف الواقع، وهو متفاعل مع هذا الواقع من خلال القراء الذين يتابعونه باعتباره مركزا على السلبيات أكثر من الإيجابيات. السويد في حواره ل «شمس» ربما فضل شرح الأمر بإجابات مختصرة، معتبرا «خير الكلام ما قل ودل»، أو اللبيب بالإشارة يفهم. أين وصلت كتاباتك في تشخيص الواقع الاجتماعي؟ لم أصل لشيء، هناك انسداد اجتماعي في التلقي. ماذا يعني لك تفاعل القراء مع أطروحات تركز على السلبيات أكثر من الإيجابيات؟ تعني أن السلبيات أكثر، ولا تعني النظرة السوداوية. ربما تقصد الإثارة حين تركز على السلبيات بحجة ارتباطها بحاجة الناس؟ ليس الإثارة بل وصف الواقع كما هو. ولكن أليست الكتابات المحفزة أفضل لتطور المجتمع، وليس تتبع العورات الإدارية؟ كلا، أعتقد أنني مؤمن بأن الكتابة دون حرية، مثل الكتابة على الماء. ما يجب أن يكون يرتبط إلى حد كبير بوعي الناس، فما الذي قدمته لخدمة هذا الوعي؟ إذا كانت الكتابة تقدم الوعي، فالتعليم يقتل الوعي، والتعليم أكثر انتشارا وأقرب للناس. ما مدى رضاك عن التعبير عن هموم البسطاء؟ بصراحة إعلامنا وصحافتنا الرسمية لا تعبر عن حقوق البسطاء. إذن كيف يمكن للكتاب أن يتاجروا بهموم هؤلاء البسطاء في الصحف والتنقل بينها؟ الدندنة حول الحقوق والكتابة عن النتائج دون نقد الأسباب. ألا تشعر بحاجة لمساحات أكبر في عمودك لطرح حلول المشكلات بعيدا عن خنق الأفكار؟ لا، كل ما أحتاج إليه حرية أكثر في النقد، وأمان معنوي. أنت تتعمد إثارة المشاكل أحيانا بالكتابة عن مشكلات معروفة سلفا، ما دورك في الوصول إلى حلول موضوعية لمشكلات سبق طرحها إعلاميا؟ ما لم يُسمح بنقد الأسباب، فنقد النتائج لا يأتي بالحلول. ما الذي تراه مناسبا للتخلص من البيروقراطية؟ العلمانية التي تؤدي حتما للديموقراطية. ما تقييمك لأداء الشباب في المنظومات الاجتماعية المختلفة؟ دور الشباب في المنظومات الاجتماعية توزيع الثقافة السائدة، تقليدي يعكس برمجتهم الذهنية. متى تخرج المرأة من السلطة الذكورية وتسهم في التنمية والبناء على قدم المساواة مع الرجل؟ حين يتم نقد السائد الديني «النص» بلا خوف وبكل أمان. كيف يتحقق الوعي المؤسساتي الذي يجفف أفكار الكتاب أمثالكم من تناول السلبيات؟ الوعي المؤسسي، خلاصة نقد السلبيات. ما أكثر المشكلات التنموية التي تؤثر سلبا على مسيرة المجتمع من واقع نقدك اللاذع لكثير من المفارقات الخدمية والإدارية؟ نقد المظاهر دون الوصول لنقد المخابر «نقد نتائج التنمية ومخرجاتها، دون الوصول للحِمى وهو نقد المدخلات والأسباب». التجارة والعمالة والأسعار قواسم مشتركة في كثير من تناولك.. متى تتوب عن طرحها؟ بالعكس كتاباتي عنها قليلة جدا جدا، أكثر ما أكتب عن الذهنية الإرثية. هل لا تزال تتمتع بجرأة تناسب سخونة القضايا التي تعمل على طرحها؟ حسب المتاح من حرية.