يتحدث عبده عطيف وهو في خضم المنافسة الآسيوية حديثا ساخطا على الإعلام السعودي على اعتبار أنه سبب من أسباب زرع الفتنة بين اللاعبين ..وهذا الحديث الذي لا يأتي في وقته المناسب..يقودنا إلى كشف النقاب عن علاقة لاعبي المنتخب مع وسائل الإعلام ..والتي تقوم على ثقافة هشة غير متكاملة الأركان والقوى ..فمعظم لاعبينا ينظرون للإعلام نظرة سطحية لا تتعدى الأحاديث الشعبية حالهم كحال الجماهير البسيطة التي تتعاطى مع الإعلام بطريقة بدائية جدا دون تنمية الحس النقدي الفاحص ..بل إن بعض اللاعبين لا يهمهم من الإعلام سوى مطاردة ما كتب عنه ..وكتابة اسمه في محرك البحث «google» في أوقات راحته ..وهذا أمر جيد لكنه ينم عن بساطة وتأخر في التعاطي الحقيقي مع وسائل الإعلام باعتبار اللاعب يتواجد في قلب المعادلة ..ومن المفترض أن يفرض سيطرته ويكون لديه «كنترول» عالٍ على كل ما يخصه من الناحية الإعلامية ..فابتعاده وانعزاله عن المجتمع الإعلامي يخلق لديه المزيد من الحساسية حول ما ينشر تجاهه من نقد..وهو الأمر الذي جعل «عبده عطيف» يخرج بهذه الفكرة غير الناضجة عن وسائل الإعلام ..شأنه شأن العديد من اللاعبين الذين لا يدركون ماهية العمل الإعلامي ويتعاملون معه بكل بساطة وسطحية ..على الرغم من أن المساحة كبيرة أمامهم لبناء علاقة وثيقة جدا تقوم على وعي وإدراك لماهية العمل الإعلامي..! شخصيا أعتبر هذه المشكلة قديمة جديدة ..فلاعبونا منذ القدم يفتقدون لأبسط أدوات التعامل مع الإعلام ..على اعتبار أنهم لم يكونوا ذات يوم من ضمن الشرائح المستهدفة في الدورات الإعلامية التي تقيمها مؤسساتنا الضخمة ..بل إن أنديتهم لم تفكر هي الأخرى في إقامة دورات متخصصة من شأنها نشر الوعي الصحفي والإعلامي ..وهو الأمر الذي جعلهم يخرجون بهذه الأفكار التي ينقصها النضج والوعي ..ولا يتعاملون كما يجب مع النقد الموجه لهم .. خلاصة القول ..إننا نحتاج إلى بناء ثقافة إعلامية متكاملة بين أوساط اللاعبين تسير بشكل مواز لكل الخطط والاستراتيجيات التطويرية التي نقوم بها للوصول إلى النجاح الحقيقي المنشود.