بدأت الحكومة العراقية الاستعداد لاستقبال القادة والملوك العرب لحضور القمة المقررة خلال الأسبوع الأخير من مارس المقبل، في أهم حدث بتاريخ العراق في مرحلة ما بعد الإطاحة بالرئيس صدام حسين. وأعطت الزيارة الأخيرة التي قام بها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى للعراق، دفعة قوية وإصرارا من جميع القادة العراقيين بمختلف انتماءاتهم المذهبية والسياسية، ليتفقوا على ضرورة انعقاد القمة ببغداد في موعدها المحدد، لما تشكله من عودة حقيقية إلى منظومة العمل العربي المشترك بعد غياب أملته ظروف الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003. ويسعى العراقيون إلى أن تكون قمة بغداد بنكهة خاصة تعطي دفعة لبلادهم وتعيده إلى قيادة العمل العربي المشترك وإعادة العلاقات الطبيعية مع جميع الدول العربية واستئناف العلاقات الدبلوماسية وفتح الأبواب أمام الاستثمارات العربية، فضلا عن أن تصبح نتائج هذه القمة عونا للعراق للخروج من طائلة البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة. وسبق للعراق أن استضاف القمة العربية مرتين، الأولى عام 1978 والثانية 1990. وشرعت الحكومة العراقية بالتهيئة لاستضافة القمة في وقت مبكر، حيث رصدت 350 مليون دولار لإعادة تأهيل القصور الرئاسية والفنادق الكبرى لاستقبال ضيوف العراق. وهناك عمل آخر شرعت به الأجهزة الإدارية في أمانة بغداد لإعادة تأهيل الشوارع الرئيسية في العاصمة بغداد. وتم تخصيص مبلغ 200 مليار دينار عراقي لإعادة تأهيل شارع المطار، وفتح جميع الشوارع المغلقة وصيانتها ورفع الحواجز إلى جانب تأهيل منظومات تصريف المياه والأمطار وإعادة تأهيل الأماكن السياحية.