يخشى كثير من الآباء ألا يقتفي الأبناء آثارهم، فيسقطوا في بئر الضياع، إلا أن بعض الشبان الجادين، برهنوا على أن اختلاف الطموحات، لا يفسد لتحقيق الأحلام «قضية». إيمانا من «شمس» بواقع التحدي الذي يلازم شباب العصر، فتحت بوابة الأمل أمام كل إنجاز أو آثار خطوات نحو الإنجاز، تأكيدا لواقع الشباب اليوم، وتأسيا لدورهم المرتقب في بناء المستقبل. واليوم، نضع أمام القارئ نموذجا لمن لم يستسلم للأمر الواقع، ولم يتمرد على أعرافه، فخرج بوجه ناصع البياض، وما زال يعمل دون كلل. حسين أبو حجر شاب في مستهل عمره، كان يطمح إلى مستوى أعلى من المعيشة والحياة العملية التي كان عليها مع والده. بدأ بتعلم القرآن الكريم في مساجد المدينةالمنورة، كونه نشأ وترعرع في حضن أسرة متوسطة الدخل في المدينةالمنورة، لأب يعمل في تعليم القرآن الكريم بالمسجد النبوي، لكن مهنة التدريس لم تكن لتحقق للشاب الذي يحلم بالإدارة أحلامه وأمانيه كون مردودها لم يكن بالمبلغ الذي من الممكن أن يكون أسرة. أبو حجر يود أن يؤكد أن الشاب باستطاعته عمل كل شيء ليصل إلى ما يصبو إليه، «بحثت في بداياتي عن فرصة عمل لكن دون جدوى، حينها خطر في بالي أن أسافر لعل الفرص قليلة في مدينتي فقط، وأيضا السفر وفوائده قد تسهل أمورا وآفاقا جديدة، وبالفعل اتجهت إلى مدينة الأحلام جدة، حينها تعرفت إلى شاب يريد أن يبدأ مشروعا جديدا، فالتقى المغامر الصغير بالكبير، وبدأنا رحلة الكفاح، نعم.. هنا كانت بداية النقلة النوعية في حياتي». المستثمر الذي وصفه أبو حجر بالمغامر الناجح «وعدني بأن الوظيفة ستكون في الاستقبال في نادٍ صحي هو الأول من نوعه، لكن زيارته للمستثمر الذي أوضح لي بأن هذا المبنى لا يزال قيد الإنشاء، فالحلم بدأ وكأنه يختفي، ولكن أصررت على البقاء، وأن أحاول فعل أي شيء حتى أدبر أمور حياتي المعيشية، خاصة أنني بمفردي في مدينة جدة، ولا يوجد لدي أقرباء، حينها أحرقت سفن التراجع، وقررت أن أباشر العمل عاملا يساعد في بناء مستقبله، ليمر عام ويصبح الحلم حقيقة». أدرك أبو حجر أن الواقفين على قمة الجبل لم يهبطوا من السماء هناك، فلم ينظر إلى نفسه نظرة دونية، فكانت لديه العزيمة والإصرار على أن يصعد الجبل كما صعدوا ويصل إلى القمة كما وصلوا: «بعدما قررت الرجوع إلى جدة للمشاركة في بناء النادي الذي طور من مهاراتي، وباشرت العمل موظف استقبال العملاء، ثم توليت منصب مدير العلاقات العامة والتسويق، حتى أصبحت مديرا للموارد البشرية في المركز الرياضي.