خلال عام 2011 ستشارك المملكة في 22 معرضا دوليا للكتاب، هذا ما أعلنته وزارة التعليم العالي، وأسعد جميع الفئات المهتمة ومحبي القراءة تحديدا. معارض الكتاب حدث ثقافي مهم، لا يكتفي بمعناه الظاهر بل يمتد ليكون انعكاسا حضاريا وفكريا. نصف هذه المعارض ستقام في عواصم عربية ونصفها الآخر في عواصم ومدن أجنبية. المشاركة السعودية الكبيرة تستدعي أن نتساءل عن طبيعتها ونوعها وأهدافها، وماهية الكتب المشاركة، وما الكتب التي سيبتاعها القارئ العربي؟ وما الإصدارات المترجمة التي سنقدمها للزائر الأجنبي حتى يتعرف على هويتنا الثقافية؟ كل هذه التساؤلات المطروحة نتجت من واقع ثقافي ضعيف. مراجعة الإنتاج المحلي الفكري توضح أنها لم تخرج من المعاناة الفكرية بعد، إذ ما زالت تتخبط داخل دوامة المسموح والمرفوض، وصورة الهوية الثقافية السعودية لم تكتمل، بل قد تكون ضائعة بين تصنيفات فكرية مبعثرة، وعزوف شبه جماعي عن القراءة، وقلة في المطبوعات والكتب والإصدارات التي يتمثل جلها في الإنتاج الروائي فقط. لا شك أن معارض الكتاب أكثر من مكان تجتمع فيه الكتب المتنوعة من أجل البيع والشراء. فالمهم أن نتعرف على بقية المشاركات الثقافية من الندوات والمحاضرات واللقاءات الثقافية التي تقام على هامش المعرض، فما طبيعة المشاركة السعودية؟ ما دورها؟ ومن المثقف السعودي الذي سيحمل على عاتقه مسؤولية إبراز الثقافة المحلية بصورة حضارية وواقعية؟ حتى تكون المشاركة هادفة، ينبغي مراجعة الإنتاج الثقافي المحلي ومدى أهميته، هل يستحق المشاركة به في المحافل الدولية كمرآة للثقافة السعودية؟ وقبل ذلك من الضروري البدء في استحداث نمط فكري حديث، وتطوير الخطاب الثقافي، وزيادة المساحة الفكرية في حرية التعبير، والتحفيز على تنوع الإنتاج ليشمل جميع المجالات العلمية والفكرية والثقافية، تحت إشراف وزارة الإعلام والثقافة بالتعاون مع وزارة التعليم وبقية المؤسسات الفكرية والثقافية، ليس من المهم عدد المشاركات بقدر أهمية نوعية وجودة ما سنشارك به.