أعرف.. لقد تعاهدنا على الحب ليلة واحدة، لكني لم أعتقدها قصيرة هكذا كغصن زهرة، وجناح فراشة، وحلم إغفاءة. أنا التي أجلت الكثير من الحكايات لأقولها لك في الساعة الأخيرة من ليلة حبنا الوحيدة. ها أنذا لا أعرف ما أقول الآن، ولمن أحكي عن عينيك، وكيف، ومتى. مضى عمر حبنا القصير، والكلمات في فمي تشبه الماء. لا أقولها، وأيضا: لا يمكنني أن أقول غيرها.نسيت يا حبيبي الراحل أن أخبرك أن فتنة شعرك المستعار زائلة بزواله. وأن عينيك اللتين تشبهان طعم القهوة صباحا حلوتان ولا تحتاجان إلى سكر، وأن كنزتك الجلدية كانت بلون الخريف والفراشات. لم أخبرك عن أن درويش يروقني وأني أكره أدونيس.. لم أخبرك كم تشعرني السماء بالحزن كل غروب، وكم تبدو الرياض أقل قسوة في الليل.. عن الطريق، إذ يضيق بالذكريات لا المسافة. عن الشجر، كيف يبدو صامتا، ولا يحدث حتى ظله.لم أخبرك أن اسمي ليلى، وأن العرب تراه «أول السكرة» وأبو حنيفة يراه «النشوة» وأن لكل إنسان من اسمه نصيبا. لم أخبرك أني اشتهيت قصيدتك سماوية الكلمات، وأن البحر يذكرني بالوحدة دائما، وأن نشرة الأخبار مساء، تجلب لي الكآبة. لم أخبرك عن حلمي بتربية عشرة عصافير على اليد، وواحد على الشجرة.. عن أن الشوكولا، قصيدة الأطعمة، وأن العنب، شاعر الفاكهة.. عن الأشياء الكثيرة التي أكرهها كالميرندا والأحلام في الظهيرة وأحاديث صديقي الآخر. وأني أكره الرقم 1948 لا لأنه يوافق عيد ميلادك فحسب، وأني أقرأ الشعر، كما أتابع مباراة كرة قدم. تسحرني مناوراة اللاعب، كما تروقني بداهات الشاعر. وأن الحب حالة غير ضرورية كالتنفس.. وضرورية أحيانا كالشوكولاته ! الأهم من ذلك كله أني لم أخبرك بكل بساطة أني أحبك، وأنك الآن تبتسم يا صديقي، كنت حبيبي. لكنك الآن تعبر كالشعراء الغريبين. لا حظ لك في شَعري. ولا حظ لي في شِعرك. ليلى الحسيني