من المتوقع أن تتعرض بريطانيا لخطر الاحتجاجات الإسرائيلية بعد أن رفعت مستوى حالة تمثيل الفلسطينيين الدبلوماسي لديها، ردا على ما تحقق من تقدم في مجال بناء الدولة من قيادتها بالضفة الغربية. ورغم أن الخطوة ستكون رمزية، إلا أنها ستكون حساسة بالنسبة إلى إسرائيل التي تشعر بالقلق من تنامي الجهود الفلسطينية للحصول على اعتراف دولي قبل استئناف مفاوضات السلام. واكتسبت هذه الجهود زخما في أعقاب قرار أمريكا، في وقت سابق من ديسمبر الجاري، التخلي عن جهود إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجديد وقف بناء المستوطنات مقابل استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين. وأصر الرئيس الفلسطيني محمود عباس على أنه لن يشارك في مثل هذه المحادثات من دون تجميد الاستيطان. لقد أصبحت الإكوادور، الأسبوع الماضي، أحدث دولة في سلسلة من بلدان أمريكا اللاتينية -من بينها البرازيل والأرجنتين- تعترف بدولة فلسطينية ضمن الحدود التي كانت قائمة قبل حرب الأيام الستة عام 1967. وترى إسرائيل أن مثل هذه الخطوة تشجع القيادة الفلسطينية على التفكير في أنها قد تكون قادرة على تحقيق الدولة المرتقبة دون مفاوضات مباشرة. والحكومة البريطانية ليس لديها نية للاقتداء بأمريكا اللاتينية. أما رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني، فجاء بعد تحركات مماثلة من جانب فرنسا وإسبانيا والبرتغال منذ فصل الصيف. وليس من شأن هذه الخطوة أن تترك أي تأثير عملي في العمل اليومي الذي يقوم به ممثل فلسطين في لندن، وهو حاليا مانويل حسنين. ولكنها ستسمح على الأرجح بإطلاق اسم «بعثة» على التمثيل الفلسطيني، وتمنح الحق التلقائي في المستقبل لمثول الدبلوماسيين الفلسطينيين أمام وزير الخارجية بعد وصولهم للبلاد للمرة الأولى. وفي حين أن الترقية الفرنسية تتيح للمندوب الفلسطيني تقديم أوراق اعتماده إلى الرئيس الفرنسي، لا ترقى الخطوة البريطانية إلى هذا المستوى الذي لا يمنح إلا لسفراء الدول لتقديم أوراق اعتمادهم إلى الملكة. وهذا التطور في مستوى التمثيل من جانب فرنسا يأتي اعترافا من جانبها بإنشاء «مؤسسات فلسطينية للدولة المستقبلية» حسبما أعلن وزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير.