بعضهم احدودب ظهره، يمشي على ثلاث، وآخرون على أربع عجلات، وبعضهم محمول أو مسنود من غيره، فيما آخرون يغالبون المتاعب وسنوات العمر الطويلة.. جاؤوا من كل فج عميق لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، وبعضهم لا يخشى كثيرا العوائق والصعوبات التي تواجههم نظرا للتسهيلات والمساندة وتقدير الحال التي يجدها أمثالهم من الحجاج الآخرين وممن يقومون على رعاية الحج وتنظيمه. عبدالقدير بولعاس، 75 عاما من الجزائر يوضح «نحن مجموعة من الحجاج المسنين والعجزة جئنا معا من الجزائر، وكان اختيارنا عن طريق القرعة التي تجريها الجهات المسؤولة في بلادنا، وعددنا كثير والحمد لله، وأنتقل في حركتي ذاتيا ونادرا ما أحتاج إلى عون أحد، بل أنا قد أساعد غيري ممن يحتاجون إلى ذلك». وتضيف الحاجة أم راشد، 82 عاما، من الجزائر وتؤدي المناسك على مقعد متحرك بصحبة ابنها «للمرة الأولى أؤدي مناسك الحج، والصبر وسيلة للتغلب على مشاقه». أما الحاج عبدالعظيم كباشي، 78 عاما، من السودان فيقول «ألتزم الحذر والحيطة ومراعاة عدم التعرض للإجهاد، وفي رمي الجمرات وكلت رغم أن الأمر أصبح ميسورا عما كان من قبل». من جهته يؤكد علي الريمي، 88 عاما، من اليمن تصميمه كمسن على أداء الفريضة «أحج للمرة الثالثة وأنا بمفردي، فرغم سني المتقدمة لا أحتاج إلى مساعدة إلا من الله، وقد حججت مرتين من قبل، وتأجل حجي العام الماضي بسبب مخاوف إنفلونزا الخنازير إلا أنني ظللت مصمما عليه، وحمدت الله أن أحياني لهذا العام وكتب لي الحج». ويقول الحاج إبراهيم شلبي، 70 عاما، من مصر «جميع الحجاج يحرصون على تقديم المساعدة لكل من يحتاج إليها، فالتعاون بين الحجاج مهم لتوفير الرعاية للمسنين والمرضى، وأرى كثيرا من القادرين يساعدون من يحتاج إلى ذلك في الزحام أو صعود الأماكن الصعبة أو ركوب وسائل النقل أو في رمي الجمرات».