بدأت على ملامحه تجاعيد الزمن، ونقشت الأيام في وجهه متاعب العمل من أجل توفير المال لرحلة العمر، ولكن رغم ذلك لا يخلو وجهه من ابتسامة عريضة تبدو على محياه، ذلك هو الحاج محمد شفيع من باكستان الذي تحدث عن الرحلة من بلاده إلى الديار المقدسة «أبلغ من العمر 80 عاما، ومنذ قرابة نصف قرن وأنا أدخر المال من أجل رحلة الحج العظيمة، إلا أنني في كل عام أصاب بخيبة أمل كبرى حينما أرى أن المال لا يكفي للقدوم إلى مكةالمكرمة لأداء الركن الخامس، وها أنا بعد 80 عاما من ولادتي أرى قبلة المسلمين «الكعبة المشرفة» وأقبل بشفتي الحجر الأسود». ويضيف «لا أعلم، هل أنا في حلم، أم أنني في الواقع، فقد كان هذا الأمر حلما أرسمه في خيالي منذ زمن بعيد، وهو توفيق من الله عز وجل، فقد حاولت كثيرا أن أحج على مدار أعوام طويلة مضت لكنني لم أوفق، حيث كانت المادة تقف عائقا وسدا منيعا لأداء فريضة الحج، واليوم جاء النداء من الله وأنا مسرور بتلبيته وأداء مناسك الحج». ويتابع الحاج شفيع «لم يبق في العمر أكثر مما مضى، والصحة أصبحت تتدهور شيئا فشيئا، فقررت هذا العام بيع الأرض الزراعية التي نقتات منها، فأنا احتاج المال، وقمت بدفع تكاليف الحج لي ولزوجتي، والحمد لله أنا الآن في الأراضي المقدسة وسأكمل بإذن الله شعائر الحج».