أوصت دراسة لهيئة المساحة الجيولوجية بإنشاء سدي إعاقة على الرافدين الرئيسين في «وادي قوس» الذي كان سببا رئيسيا في كارثة سيول جدة؛ لحماية منطقة الحرازات من السيول القادمة من جبال بحرة، وربط هذين السدين بقناة تصريف مفتوحة إلى ما بعد الحرازات حيث تصب بشكل طبيعي في الوادي. وأوصت الدراسة كذلك بإنشاء سد تحكم في مياه السيول لاحتواء كميات السيول المتوقعة وحماية الأحياء السكنية على طول مجرى الوادي وربط السد بقنوات تصريف مفتوحة أو مصارف صندوقية لتفريغ المياه من بحيرة السد إلى قناة تصريف السيل في حي قويزة وبالتالي تصريف المياه إلى البحر عبر القناة الجنوبية. وعلمت «شمس» أن الهيئة استعانت بشركة أسترالية لتصميم السدود المزمع تنفيذها ومواجهة ظاهرة التغير المناخي والمعلومات الهيدرولوجية. وركزت الدراسة على معرفة مسببات الكارثة والتي أجملتها في عوامل طبيعية تمثلت في تفرعات الأودية وضيق المجاري وشدة ميولها، وعوامل غير طبيعية تركزت في انتشار الأحياء العشوائية والبناء في بطون الأودية وعدم وجود مجار مائية مناسبة لاستيعاب المياه المتدفقة ووجود مصدات ترابية «عقوم» أدت إلى تحول جريان المياه. وتمخضت الدراسة عن تحديد مواقع لإنشاء السدود من خلال رسم للأحواض المائية ورصد المواقع المتأثرة، وقد أخذت الدراسة عدة مراحل كانت من خلال دراسات تفصيلية ثم دراسات جيولوجية لتحديد أنواع الصخور والتراكيب الجيولوجية ثم دراسات جيوفيزيائية لرصد أعماق الطبقة وتم إجراء رفع مساحي للمناطق الواقعة خلف السدود وعلاقة ارتفاع البحريات المتكونة خلف تلك السدود ثم دراسات جيوتقنية لتحديد خواص التربة. وقد تم إعداد التصميم الأولي والنهائي للسدود وقنوات التصريف من خلال البيانات التي رصدت من خلال الدراسات الجيولوجية ورصد المؤثرات الطبيعية ومكامن الخلل من خلال البناء العشوائي، وتضمن التصميم إيجاد بدائل لمسارات الأودية عن طريق قنوات تصريف وعبارات وتحويل مجرى الوادي وتصميم القنوات كل واد أو مجرى أو منطقة تحتاج إلى تلك القنوات ووضع تصور للاستفادة من مياه السيول، كما تمت دراسة شاملة للآثار البيئية لتلك السدود المنشأة على المنطقة والحد من انتشارها. وأوصت الدراسة بجملة من الحلول تمثلت في إنشاء سدود في مواقع مختلفة من المدينة لحمايتها من الأخطار المحتملة وربط هذه السدود بقنوات تصريف تناسب حجم وسعة قنوات تصريف السيول الحالية. وعلمت «شمس» أنه تم اختيار ثلاثة مواقع للسدود المقترحة لاحتواء أي كارثة مطر قد تواجهها المحافظة وسط تنبؤات بهطول أمطار خلال الأيام المقبلة .