أن تكون لاعبا محترفا في أحد الأندية السعودية ..عليك ألا تفكر أبدا بتنظيم وقتك والالتفات لإدارة مشاريعك الخاصة ..ويجب أن تفكر فقط بالشهرة لإخراجك من قائمة المعدمين الاجتماعيين..فهي الأمل الوحيد الذي قد يشعرك بكيانك وشخصيتك ومدى تأثيرك في مجتمعك .. أما الأمور الحياتية الأخرى فعليك ألا تشغل نفسك كثيرا بالتفكير فيها..على اعتبار أن لدينا من الفوضى التنظيمية على مستوى المسابقات ما يكفي لإخراج اللاعب- وهو المحور الرئيسي في هذه المنظومة– من دائرة التفاعل الاجتماعي والنجاح الحياتي والتأثير الفعلي على الآخرين.. صدقوني إن المسألة تحتاج إلى إعادة النظر ..فهناك خيط مفقود ومغيب في الهيكلة التنظيمية لدينا ..وهو اللاعب ..الذي نتعامل معه باعتباره أجيرا لا عاملا فاعلا في خدمة مجتمعه..فعندما تعقد الاجتماعات وتعاد صياغة التنظيمات كل سنة ..ولا يؤخذ برأي هذه الشريحة ..لن يتغير شيء ..صدقوني ..لن يتغير شيء ..فأعضاء لجنة المسابقات مثلا..هم بمعزل تام عن الهموم الآنية من قبل اللاعبين الذين يعيشون تحت وطأتها باعتبار أن هؤلاء الأعضاء لم يتعايشوا مع ضغط المشاركات الهائل..الذي يعاني منه اللاعب اليوم.. وباقتراب أكثر من هذه المشكلة ..يحدثني أحد اللاعبين المشهورين عن معاناته مع مسلسل العتب واللوم الذي يلحقه من (ربعه وجماعته)..ويؤكد أنه أصبح إنسانا فاشلا اجتماعيا ..لا يستطيع أبدا التواصل مع أقربائه وممارسة حقوقه ..ويؤكد أنه غير قادر على إعطاء وعد قاطع لأي إنسان في حياته لدرجة أنه لم يشارك معظم أصدقائه في أفراحهم..ولا يخفي هذا اللاعب سرا من إعلان خوفه أن ينعكس هذا الانعزال على حياته بعد هجره لعالم الكرة...كل هذا يحدث بسبب عجزنا عن الوصول لروزنامة تحترم لاعبينا..وتتعامل معهم على أنهم شركاء في التنمية..وأعضاء فاعلين في مجتمعاتهم الخاصة والعامة ..أما أن نطلب منهم فقط الركض في الملعب ..والجلوس في غرف المعسكرات المغلقة طوال العام ..فهذا سينعكس بالسلب على واقعنا الرياضي..ولن تجدي وقتها التغييرات والاجتماعات والتشكيلات التي تحدث كل عام..! لأن الوصول لنظام احترافي دقيق يتناسب مع تركيبتنا الاجتماعية هو الحل..لهذا الشتات الذي نعيشه..!