أصر العم أحمد الفطيني على جمع جميع أفراد عائلته بعد صلاة العيد مباشرة كأحد مظاهر العيد التي لا يزال أهالي الباحة يحرصون عليها، حيث يجتمع الجميع لتناول الأفطار معا بعد شهر من الصيام. وقال الفطيني إن مائدة الباحة في العيد مشهورة بأنواع معينة من الأطعمة الشعبية المعروفة ومن أبرزها «الخبزة» التي تلقى قبولا كبيرا حتى بين الأجيال الجديدة، لذلك فهم يحرصون على تواجدها، مشيرا إلى أن منها نوعين «الخُبزة المقناة» و«خُبزة المله» وكل منهما يعطي مذاقا مختلفا. وعن طريقة عمل الخبزة أوضح أن هناك عدة طرق لعملها، فهي تصنع من الطحين وتعجن بالماء لمدة لا تقل عن نصف ساعة بعد ذلك تترك لتأخذ وقتا كافيا للخمير قبل طهيها، حيث يجهز «المشب» وهو مكان طرح العجين على «الصلي» وهي حجر كبير مسطح يتم تسخينه لمدة 15 دقيقة بالحطب قبل طرح العجين الذي يوزع عليه بشكل دائري، ثم تحضر يعرف ب«المكب» وهي حديدة مقوسة وتضع من على العجين ويتم سكب الرماد عليها ويوضع بعض الحجار على المكب لمنع تسرب الحرارة ويجمع ما تبقى من الجمر على رأس وأطراف المكب الحديدي الواقي للعجين المطروحة على الحجر الساخن. ومن ثم إشعال النار عليها بشكل أقل ما بدا به عند تسخين الحجر، وبعد ما يقارب ال20 دقيقة يتم الكشف عن الخُبزة. ليتم بعد ذلك إشعال بعض حزم شجرة «الشّث» الجبلية ذات الرائحة الجميلة ويضرب بها خفيفا على العجين ليظهر عليه آثار الحرق ومن ثم تعاد مرة أخرى على الحجر لاستكمال عملية النضج، ومن ثم يتم إخراجها من «الصلي» ووضعها ساخنة على المائدة.