تعد السوبيا من المشروبات الأكثر رواجا في رمضان لفوائدها الكثيرة التي تدفع بعض الباعة في المناطق المجاورة لمكة إلى قطع مسافات طويلة للحصول عليها من أسواق مكةالمكرمة التي تشتهر بصناعتها. وقال الشاب أحمد محمد «من سكان القنفذة» إنه يذهب يوميا إلى مكةالمكرمة في شهر رمضان لشراء السوبيا وبيعها في أسواق القنفذة الشعبية: « بعد صلاة الفجر أتحرك بسيارتي صوب مكةالمكرمة قاطعا مسافة قدرها 800 كيلو متر ذهابا وإيابا حتى أحصل عليها مبكرا من محال بيع السوبيا». وأضاف أنه رغم كل العناء الذي يتكبده في السفر بشكل يومي إلى مكة «24 ألف كيلو متر في الشهر» إلا أنه يجني مكاسب جيدة. مشيرا إلى أن بعض الشباب يقومون بالسفر إلى مكة بالتناوب عن طريق إعداد جدول مسبق للسفر بواقع سفرية كل ثلاثة أيام في الأسبوع إلى نهاية شهر رمضان. أما عمر السلامي «من سكان بلدة حلي» فيحرص هو الآخر وبشكل يومي على شراء السوبيا من أسواق حلي الشعبية: «تصلنا بشكل يومي مأكولات الشهر الكريم إلى السوق عن طريق بعض الشباب وهو ما أراحنا من عناء السفر إلى أسواق مكة». وأضاف السلامي أن مشروب السوبيا من المشروبات المتميزة والأساسية لسكان القنفذة نظرا إلى قربها من منطقة مكةالمكرمة ولتشابه العادات والتقاليد بين المنطقتين ولفوائده الصحية الكثيرة. ويرى خبراء التغذية أن السوبيا من المشروبات المفيدة صحيا خاصة في تفتيت حصيات المرارة وغسل الكلى كما أنها تروي العطش سواء أعدت من الشعير أو الخبز الجاف أو الزبيب، فالمُعدة من الشعير بها نسبة جيدة من الألياف الذائبة «النوع المسمى بيتا جليوكان». وتشير بعض الدراسات إلى قدرة السوبيا على تخفيض كلسترول الدم حيث يعمل هذا النوع من الألياف على حجز أملاح الصفراء. وفي المقابل فإن النوعين الآخرين من السوبيا يوجد بهما البروتين المسمى ب«جليوتين» الذي يمكن أن يوجد في سوبيا الخبز الجاف، وكلا النوعين يحتويان على نسبة عالية من النشويات، ويزيد من قيمتهما الغذائية وجود السكر بها. كما أن عملية تخمير السوبيا تعطيها نسبة جيدة من الحموضة بحامض اللاكتيك المرغوب فيه.