لا يمر يوم دون أن نقرأ عن مشكلة لمبتعث سعودي في الخارج؛ قبل أيام منعت أمريكا طالبا سعوديا من دخول البلاد وأعادته إلينا لارتكابه جرائم أخلاقية لا يرتكبها طفل يملك القليل من العقل وليس طالبا جامعيا يمثل بلده. نوعية الجرائم التي ارتكبها هذا المراهق تدل على المستوى الهزيل من الإعداد النفسي الذي منحناه لطلبتنا الذاهبين لدول العالم من أجل طلب العلم، وتدل جريمته أيضا على أن هناك نوعية من طلبتنا المبتعثين لا يملكون أدنى حس ديني أو وطني. بالله عليكم! ما الحس الذي يملكه طالب مبتعث يقوم بالتعري أمام فتيات؟ ما الحس الذي يملكه طالب مبتعث يدخل على بيت سيدة؟ سنظل نقرأ عن مثل هذه المشاكل طويلا، وهذا الشيء متوقع، أن نرسل مراهقين دون مقدمات وإعداد اجتماعي إلى أكثر بلدان العالم تحررا وانفتاحية، فهل نتوقع منهم أن ينكبوا على دراستهم ويكون شغلهم الشاغل رفع اسم بلدهم عاليا والعودة بأعلى الشهادات وأدق التخصصات؟! مع كثرة هذه المشاكل وتكررها، ما المانع أن يتم إنشاء جهة متخصصة من قبل التعليم العالي أو أي جهة تهمها سمعة الوطن، لتقيم دورات تأهيلية للطلبة في بلد الابتعاث، ولا بأس أن يقوم بها زملاؤهم الذين سبقوهم بالدراسة في تلك البلدان ممن شهد لهم بالأخلاق والتفوق. بل يكون من الأفضل منح صلاحيات لهؤلاء الطلبة المتفوقين ذوي الأخلاق العالية للإشراف على عدد من المبتعثين الجدد، يرشدونهم تعليميا وأخلاقيا، ويعطونهم فكرة كاملة عن أنظمة البلد وقوانينه ويتابعونهم. ولا بد من تشديد المتابعة على هؤلاء المبتعثين الذين بدأت مشاكلهم تظهر على السطح، حتى لا نجد أنفسنا أمام بلدان ترفض استقبال المبتعثين السعوديين. لا شك أننا لا نعمم هذا الكلام فهناك الكثير من المبتعثين يفهمون الهدف من ذهابهم إلى تلك البلدان الغربية، لكن يجب التحرك على أعلى المستويات، فالأخبار التي تأتي وتحمل معها بعض الأحداث التي يقوم بها بعض طلبتنا في الخارج ستضعنا في حرج جديد نحن في غنى عنه.