يحكى في قديم الزمان ووسط حشدٍ إعلامي تزاحمت فيه الأكتاف والفلاشات أيضا وبثته وكالات الأنباء، وتطايرت به الركبان، أنهى أمين المدينة الجميلة بالإنابة إحدى أعتى المشكلات التي تواجه مدينته هذه الأيام والتي بدورها «قضقضت» مضاجع المهمومين بسير العمل الإداري بانسيابية وقذفت بالمهتمين بالمدينة الفاضلة في براثن القلق، تتلخص تلك المعضلة في قولنا: توزيع «الجرايد» بين الواقع والمأمول!. حيث أمضى صديقنا الأمين ورفاقه من رؤساء القطاعات والمديرون العموميون ونواب نوابهم وبقية محتلي الوظائف المنشطرة وهي التي لا تعلم كيف / لم تستحدث، أمضوا ساعتين من النقاش المثمر حول إشكالية توزيع الصحف اليومية وامتعاض بعض المديرين من تخصيص صحيفتين يوميتين لهم بينما يستأثر غيرهم بالصحف كاملة، فيما أضرب مديرون آخرون عن العمل بقلب أرجل كراسيهم الفاخرة رأسا على عقب بينما جنح البقية لتخليص معاملات المواطنين «الملطوعين» بسرعة فائقة، نكاية في صاحب القرار الظالم. وحرصا منهم على تنقية الجو العام من حزازيات قد تلوثه، وتجعل من الأمر «مسخرة» والعياذ بالله، وإيمانا منهم بأن تلك «الهوشة» اللطيفة والتي لم يسبقهم إليها أحد من العالمين تأتي ضمن حرص أمانة المدينة البهية على راحة الموظف أثناء تأدية دوامه الرسمي، وتدليله خلف مكتبه طمعا في غزارة إنتاجيته وسلاستها، ودليل ساطع كالشمس في رابعة النهار على أن المعضلات التي تواجه المدينة كتب عليها أن تكون: بح ، وأن تساؤلات المواطنين عن تأخر معاملاتهم بالأشهر وعن جدوى الملفات الخضر المتضخمة بالمتطلبات وبقية بيروقراطيات «ربعنا» أصبحت أثرا بعد عين.. وأنف أيضا.. فإن الجدير بالأهمية والخيبة أن «الخناقة» المصيرية آنفة الذكر حلّت بالتراضي وعلى وزن «كلن يصلح سيارته» وسط فرح عمّ أرجاء المكان وفيضان من الدموع تناثر من على خدودهم المنهكة، وحميمية علت أحضانهم في خضم تصفيق حار ألهبه رئيس الاجتماع واعدا رفاقه بوليمة عشاء بهذه المناسبة البهية. وفي نهاية الحدوتة التقطت الصور التذكارية المتخمة بالابتسامات قبل أن ينحني «الريّس» لمساعده هامسا: ها يا ابني لا تنس توصي الإخوان.. كل واحد يخلي بالوه من جريدته!.