تؤدي السيدات الأول في كثير من دول العالم أدوارا اجتماعية مهمة تسهم في كسبهن ود شعوبهن، وهن بذلك يقمن بتعزيز صور إيجابية لأزواجهن الرؤساء في عقول المجتمعات المحلية والدولية على السواء، وقد برزت كثير من السيدات الأول في أنشطة خيرية واجتماعية متعددة على الصعيد العالمي واكتسبن شهرة واسعة النطاق، ولأجل ذلك فهن يحرصن على القيام بعدة أدوار تدعم قضايا المرأة والطفولة وتعزيز التعليم والقراءة للجميع بما يحقق الفائدة لكل أفراد المجتمعات. وعربيا برزت كثير من السيدات الأول في الأنشطة العامة المحلية والدولية، وفي مقدمتهن ملكة الأردن رانيا العبدالله التي التقت الأمير عبدالله للمرة الأولى على عشاء عام 1993م، ولم تكن تتصور ما يخبئه القدر لها، على حد تعبيرها بأن تكون ذات يوم، ملكة للأردن، وقالت إن لقب «ملكة»، بالنسبة إليها وظيفة تشمل عدة أدوار. ورغم أن الملكة رانيا أم لأربعة أطفال فإنها استطاعت تحقيق التوازن بين الأمومة والنشاطات الرسمية والاجتماعية. وتقوم سوزان مبارك حرم الرئيس المصري حسني مبارك التي ولدت لطبيب مصري وممرضة إنجليزية بالمنيا بمصر، بالعديد من الأدوار الاجتماعية، وهي الحاصلة على شهادات عليا في علم الاجتماع، حيث تترأس المركز القومي للطفولة واللجنة القومية للمرأة المصرية، وتتولى أيضا منصب رئيس المؤتمر القومي للمرأة. وأشرفت سوزان على مشروع مكتبة الأسرة من خلال مهرجان القراءة للجميع عام 1993م. العناية بالأسرة والطفولة من جانب آخر تقوم الشيخة موزة المسند زوجة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة، بذات الدور النشط في الحياة العامة، وقد أصبحت شخصية عامة معروفة وتتركز اهتماماتها في مجال الأسرة والتعليم والتراث الثقافي، ونظير تلك الجهود تم منحها ثلاث شهادات دكتوراه فخرية من جامعات فيرجينيا كومنولث، وتكساس أيه آند إم، وكارنيجي ميلون، كما تم اختيارها لمنصب المبعوث الخاص للتعليم الأساسي والعالي من قبل اليونسكو. وقد أسست الشيخة موزة الصندوق الدولي للتعليم العالي في العراق. وفي سورية تقوم السيدة أسماء الأخرس بجهود اجتماعية كبيرة أيضا، وقد التقاها الرئيس بشار الأسد أثناء وجوده بلندن بين الأعوام 1992-1994م وكان الزواج في 18/12/2002م، وقد درست الكومبيوتر في جامعة «كينغز كوليج» بلندن وعملت لفترة في القطاع المصرفي، وتتقن اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية، ولها أنشطة في مجال تأهيل ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة واهتمام أيضا ببعثات التنقيب الأثرية، وتدعو باستمرار للحفاظ على الآثار وذلك ما دفع جامعة روما «لاسبينزا» لمنحها درجة الدكتوراه في علوم الآثار. تحسين ظروف المرأة أما مهندسة الكومبيوتر السيدة سلمى بناني زوجة ملك المغرب الملك محمد السادس فقد تنازلت عن جزء كبير من حياتها الخاصة لتتفرغ لمهمتها الأولى وهي الأسرة، إضافة إلى المهام الاجتماعية والدبلوماسية، وقد اهتمت بأنشطة اجتماعية وثقافية وقامت بمهام دبلوماسية واختارتها منظمة الصحة العالمية سفيرتها للنوايا الحسنة لما قامت به من أعمال في مجال علاج السرطان، وهي رئيسة الجمعية التي تحمل اسمها لمحاربة السرطان. وتتركز أنشطة الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة عقيلة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وابنة عمته في تحسين ظروف المرأة العربية خصوصا في البلدان التي تعيش بؤر توتر وحروب، وقد أسهمت في وضع حجر الأساس لمركز الطب الجزيئي وعلوم الموروثات والأمراض الوراثية بجامعة الخليج العربي، وأطلقت جائزة سبيكة للمرأة وغرضها المساهمة في تطوير المرأة البحرينية. أما في تونس فتنشط السيدة ليلى بن علي قرينة الرئيس زين العابدين بن علي في عدة منظمات خيرية تونسية وعالمية تهتم بمجالات المرأة والأسرة والطفل، وهي تعتقد أن توحيد المواقف إزاء أمهات القضايا الدولية ومد الجسور مع مختلف المجموعات النسائية الأخرى في العالم سيعزز من قيم الحوار والاعتدال والتسامح بين سائر الثقافات والحضارات والأديان