منع حاجز العيب آلافا من الشبان للتقدم للزيجات الجماعية التي تحرص عليها الجمعيات الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج والتوجيه الأسري. وفي وقت يزف فيه ألف شاب وفتاة في جدة ومثلهم في المدينةالمنورة اليوم، وينتظر أن يزف المئات في جازان والطائف مطلع الأسبوع المقبل، لا تزال نظرة العديد من الجنسين إلى الدعم المقدم من الجمعيات المعنية على أنه لا يرتقي إلى الطموح المطلوب. الرياض، جدة. علي بلال وفايز الثمالي على الرغم من نجاح تجربة وشاح العرس الجماعي، التي تزين به في جدة وحدها ما يقارب من 50 ألف شاب وفتاة على مدى عدة أعوام، إلا أن الآلاف يمتنعون عن مجرد التفكير في دخول القفص الذهبي من بوابة العرس الجماعي. فالشبان يعتبرون أن: «المقابل الذي يتلقاه الشاب من الجمعية لا يصل إلى الحد الذي يجب أن يتفق والمخاطرة بسمعتهم وسط أقرانهم»، أما الفتاة فتعتبر أن «فارسها يجب أن يكون مقتدرا لإحياء ليلة العمر، ومن غير المقبول أن تصطف مع الأخريات لتحرم من الفرحة الكبرى في حياتها، وكذلك فستان الزفاف يجب أن يكون حكرا عليها ليلة الزفاف». لا للجماعي أمل الخالدي، 24 عاما، تنتظر بفارغ الصبر ليلة العرس خلال الصيف الحالي، لكنه لم يخطر في بالها يوما ما إمكانية الانضمام إلى فرسان العرس الجماعي: «لا أستطيع مواجهة زميلاتي بهذا العرس، وأعتقد أنها ليلة واحدة في العمر، لذا يجب أن تكون مكتملة من كل النواحي، وفي الإمكان تقليص النفقات، لكن أن يكون العرس جماعيا، فلا أعتقد أنني سأقبله». ولا يختلف عنها رأي عريسها عبدالرحمن الوازعي: «صحيح أن تكاليف الزواج ليست مثل السابق، وارتفعت إلى درجة تسببت في عزوف الكثير من الشباب، إلا أن الأصح أننا لا نرضى بالزواج الجماعي، ومن الأفضل أن نتأخر قليلا لاستكمال تكلفة حفل الزواج، بدلا من الانضمام لقائمة متلقي الدعم في الجمعيات الخيرية». معونات في الخفاء لكن رضا الخالدي، 23 عاما، يكشف أنه يعرف الكثير من الشبان حصلوا على معونات من الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب الراغبين في الزواج، لكن العيب يمنعهم من الانضمام لقافلة العرس الجماعي: «الكثير يعترف بأهمية الجمعية وسخاء دعمها الذي يوفر لهم على الأقل نفقات تأجير قاعة العرس، بالإضافة للتكاليف الأخرى، لأن خمسة أو عشرة آلاف ريال تعد سخية، لكنهم يتحرجون من الإعلان عنها لأقاربهم ومعارفهم، وبصراحة يأخذون الدعم ويبخلون على الجمعية بكلمة شكر، وكأن العرس الجماعي أصبح عارا اجتماعيا، الأمر الذي يجعلهم يعيشون في تناقض مع أنفسهم». ولا تعيب ريم الشاطري، 25 عاما، تلقي الدعم من تلك الجمعيات: «الشاب الجاد في الزواج، وتكملة نصف دينه من حقه البحث عن طريقة تخلصه من حياة العزوبية، والبحث عن الدعم لا يعد عيبا في الأعراف الأخلاقية، لكن مسألة التقديم لتلقي الدعم شيء، والانضمام للعرس الجماعي شيء آخر». خجل مرفوض ويتحفظ غازي القحطاني، 25 عاما، من حالة الخجل التي تنتاب الشباب من الزواج الجماعي، على الرغم من أنه لا يفكر في هذا النوع من الزيجات، بعدما تعدى المرحلة، وأصبح أبا لطفلة تجاوز عمرها أربعة أعوام: «لم أكن أعرف عند زواجي مثل هذه الزيجات الجماعية، ولا أمانع في الانضمام له، ولا أرى عيبا في ذلك، لأنه الأوفر بالنسبة إلى الشباب». متحمس للقفص وينوي عبدالعزيز العطر، 20 عاما، الدخول لقائمة العرس الجماعي، على الرغم من أنه لم يختر بعد شريكة حياته، الأمر الذي ربما يقلب الموازين في تفكيره في حال اعتراضها على الفكرة: «أتحمس كثيرا لهذا النوع من الزيجات، وما دام فيه نوع من المساعدة فلا مانع، ولا أعتقد أنه من المنطقي أن يأخذ الشاب الدعم من الجمعية، ثم يتنكر لدورها، فإذا كان يخجل من الزواج الجماعي، فالأحرى أن يترك الدعم». فخر وترحيب لكن سالم الطريفي، 27 عاما، أحد العرسان الذين توجوا سابقا في ليلة عرس جماعية، يصر على أن المشروع لم يجد الدعاية الكافية لإنجاحه، معتبرا أنه ربما تتخوف الجمعيات من الدعاية التي تفتح عليهم باب الطلب المتزايد على التبرعات: «كنا نحو 800 شاب وفتاة، تلقينا الدعم الكافي من الشركات بعدما نجحت الجمعية الخيرية في توفير هذا الدعم، وأعرف الكثير من الزملاء لم يتوقعوا نجاح الحفل، وإلا لانضموا له، في حين أن البعض الآخر للأسف لم يسمع عن العرس الجماعي ولا يعرف طريقة الانضمام له، الأمر الذي يكشف سوء الدعاية، والتي ربما وراءها عدم وجود موازنة محددة للجمعيات، إذ يرتبط الأمر كله بتجاوب رجال الأعمال والشركات والجهات الداعمة، لذا يجب تقنين الإجراء، وتكثيف الدعاية اللازمة لهذه الزيجات الجمعية، خاصة أن هناك فئة من الشباب يأخذون الدعم، ويرفضون الزواج الجماعي، للعيب المجتمعي». أما الزميل الإعلامي عمار بوقس أحد العرسان المحتفى بهم الليلة، فشدد على رغبته في توصيل رسالة واضحة للجميع: «ليس هناك فرق بين المعاق والآخرين، ووجدت ترحيبا من الجمعية، ويجب أن يعي الشباب أن الزواج الجماعي ليس عيبا، بل فخرا، ويكفي أن يشهد عرسك الأمير خالد الفيصل والأمير مشعل بن ماجد»