إذا كنت شابا سعوديا متزوجا وحصلت على منحة دراسية في أمريكا، أو كنت شابا سعوديا متزوجا تعمل في إحدى الشركات الدولية وتم نقلك للعمل في فروع الشركة في أمريكا، فاعلم أنك محتمل أن تكون بطلا لهذه المقالات. أكثر من اثنتي عشرة حالة جاءتني في مكتبي خلال الأسبوعين الماضيين وجميعها وإن اختلفت تفاصيلها تدور في نطاق واحد، وهو أنني شاب سعودي والآن متواجد في أمريكا إما للدراسة أو العمل، ومتزوج من امرأة سعودية، ورزقت بطفل أو طفلة وأنا في أمريكا، ولأن طفلنا ولد على الأراضي الأمريكية فقد حصل على جواز سفر أمريكي، وقد فرحنا بذلك كثيرا، ويا ليتنا لم نفرح، فذلك بداية الغرق والمصيبة التي لم أكن أعرفها، ولم أحسب لها أي حساب، فهذا المولود العظيم أصبح مواطنا أمريكيا، ما يعني أنه مواطن فوق العادة، جعل والدته بالتبعية زوجة فوق العادة، وجعلها الآمرة الناهية، والحاضنة والحافظة والراعية لهذا المواطن المبجل، فالويل كل الويل إذا فكرت مجرد التفكير في إخراج هذا الطفل المبجل والعودة به إلى وطنه الأصلي، حيث آباؤه وأجداده، فوقتها ستشهد فصول أنكد رواية، وأسوأ حكاية، إنها فصول الخلع الأمريكي، فستجد: استدعاء لونه أزرق، وهو استدعاء إلى المحكمة، وستجد دعوى طلاق مقامة ضدك لأسباب عديدة سنذكرها لاحقا، وطلبا بعدم التعرض للطفل المبجل، وعدم لمسه أو الاحتكاك به، أو الاتصال للاطمئنان عليه، وعدم تواجدك بقربه لمسافة لا تقل عن 500 قدم، وطلبا بتجميد حساباتك البنكية وأموالك وطلب نصفها أو ما يزيد؛ لأنها شريكة في تحقيق هذه الثروة، وتكتمل باقي الفصول في المقال القادم.