كأس العالم، وما أدراك ما كأس العالم، بسببه الدنيا كلها مقلوبة فوق تحت، الشوارع بتقول: «جوول» والأسواق تهتف: «يا ميسي»، والمقاهي بتشجع، حتى الكراسي ترقص من الفرحة وتتكسر من الزعل. وبيتي يا عيني على بيتي، اللي صار إستاد رياضي، والكل بيشجع إشي برازيلي، وإشي مكسيكي، الواد الصغير إسباني على شوية ألماني، ما أحد يقدر يقول عنهم في حضرته أي حاجة. والبنت الكبيرة متعصبة لجنوب إفريقيا تقول فيهم كلام غزل «بالألوان» كمان، حتى جارنا عبدالله اللي ما له حس طول السنة صوته صار يلعلع، ويوصل لآخر الحارة، والسبب إن فرنسا داخلة اللعب بنص لياقتها، يا لطيف إيش هذا تشجيع والا غسيل مخ!! والا زوجي المصون، يا سلام على «أبو تامر» حكاية ما لها اول ولا آخر، انا كنت اعرف انه رياضي قبل الزواج، ومزاجه عالي في الكورة، حتى بعد الزواج، بس اليومين هدول أنا مو عاجبني أبدا اللي قاعد يصير. كله هادا باتفرج وانا ساكتة، وأقول: يا رب تعدي الشهر على خير، وفي يوم 11 يوليو هاعمل حفلة مطنطنة، لأن السيد أبو تامر من أول يوم في مباريات كأس العالم،علق الرايات، وحط جدول الدخول والخروج، منع الزيارات، وأعلن حالة الطوارئ، الأكل بوقت، واللي يفوته الموعد يتغدى «نواشف» واليوم اللي فيه مباراة مهمة ما في عشا، المطبخ يصير خرابة، وانا اقعد أقرمش أصابع رجولي من الجوع. زوجي يشجع إيطاليا، بس بيحب خافير زانيتي الأرجنتيني، وما في جلسة تخلى من قصص كرستيانو رونالدو البرازيلي، ونصحى على هدف، وننام على ركنية، وانا ضايعة صايرة تسلل بعيد عنكم. يا عالم الرياضة حلوة، والتشجيع يفتح النفس للحياة، والكرة متعة تخللي كل شي ممكن، بس مو بالطريقة اللي قاعدين نشوفها، صارت «حمى العالم» مو كأس العالم، واللي زاد وغطى زوجي، مو بس يشجع ويلون وجهه ويسوي لنا زيطة وزنبليطة اذا المبارة عاجباه! دا يا ناس بينام وهو لابس بوت الرياضة وبيشوت!! بيشوت والمرمى عيني، بعيد عنكم.