أكثر الأشخاص إنتاجا هم الذين يعملون احتراما لرقيبهم الداخلي، هؤلاء هم الأكثر إنتاجا رغم كل ما يواجهونه من قبل بعض المعطلين الذين يحاولون أن يروا الجميع يشبهونهم في الكسل وانعدام الضمير. الكثير من الناس يملك أدواتا مهمة وكبيرة في مجال عمله، لكنه يعطلها عمدا لأنه لا أحد يراه ويمتدحه، والبعض يعمل وينتج أمام أعين مديره المباشر وبمجرد أن تتحول تلك الأعين إلى الاتجاه الآخر يرفع يديه فورا عن العمل. أيضا هناك من يقلل من أهمية إنتاجه وعمله إذ يرى أن ذلك غير مؤثر في المحصلة النهائية، لدينا قصور واضح في فهمنا لثقافة العمل، والقليل منا من يعمل بغض النظر عن المقابل المادي الذي يتقاضاه آخر الشهر، وهذا ما جعلنا نحتاج إلى الملايين من العمالة الأجنبية ليشغلوا وظائف ذات مردود مادي بسيط. أحسست بتفاؤل كبير وأنا أقرأ خبرا بسيطا يتحدث عن خطة علاجية قام بها مجمع الأمل في الرياض تقلص من مدة انتظار المرضى بنسبة تصل إلى 80 %، رغم بساطة الخبر إلا أنه يحمل مضامين كبيرة تبشر بنوعية خلاقة من الموظفين. إدارة مستشفى الأمل اختارت ألا تجلس متفرجة دون أن تبحث عن مكامن التقصير وتحاول أن تجد لها حلا، لذلك بدأت تبحث في جميع الملفات التي تحتاج إلى تطوير أو حل، فكان أن ابتدعت طريقة توفر على المريض زمن الانتظار من ثلاث ساعات إلى ما يقارب نصف ساعة فقط، وهذه من الخطوات التطويرية المهمة التي يحتاج إليها مستشفى يتعامل مع نوعية خاصة من المرضى يشكل الزمن عاملا مهما في علاجهم. كثيرا ما قرأنا انتقادات عديدة عبر الإعلام لمستشفياتنا النفسية، لكن حيادية الطرح الإعلامي لا بد أن تبرز بفرح مثل هذا الخبر الذي ينم عن فكر إداري يستحق الإشادة، فهذه الخطة العملية رغم بساطتها إلا أنها لا يمكن أن تتحقق لولا أن هناك رغبة حقيقية من منسوبي المستشفى في نقل مستوى خدماتهم إلى مرحلة عملية أفضل دون البحث عن الأضواء أو كلمات الإشادة!.