حتى وإن طلب المخرج كلاكيت للمرة العاشرة لمسلسل «البطالة» فإن المشهد سيعاد حتى يكتب الله أمرا كان مفعولا. وحينذاك فإن تصريح نائب وزير العمل الأخير الذي دشن فيه ل «محطة جديدة» تدور تفاصيلها بالبنط العريض والمثخن بالقلق حول: أكثر من ثلاثة أرباع العاطلات عن العمل يحملن «بنصف فخر طبعا» درجة البكالوريوس. مها، التي كانت من أوائل من شملتهم تلك ال 78 % ضمن زميلاتها اللاتي علقن شهاداتهن الجامعية على جدران المطبخ، يبدو أنها تتقبل تلك النسبة بصدر رحب وبربع ابتسامة. فهي ترى أنها طبيعية في مجتمع يصر الكثير من أفراده على كون «الأبلة» هي الوظيفة الوحيدة التي تصلح لبناته، وما دون تلك وما فوقها فإنها ليست من «سلومنا». حتى وإن كانت تلك «السلوم» تقذف بالأبلة المعنية مئات الكيلومترات، وحيدة تتجرع الغربة. لا مشكلة، المهم أن تكون تلك الوظيفة خارج إطار «التابو» الاجتماعي المتصنم، ذلك التابو الذي يبدو أنه: لم ينجح منه أحد.. تقريبا! مها كانت ضمن الآلاف اللاتي ابتلعتهن الجامعة ف «أمضين فيها أربعة أعوام من اللت والعجن»، وبتخصصات عفا عليها الزمن، ثم أخرجتهن بشهادات بكالوريوس مفلسة ك: الجغرافيا / التاريخ.. إلخ. والتي لا يزال يراها البعض أفضل من أن تبيع إحداهن في متاجر الملابس النسائية مثلا خوفا عليهن من نحر الفضيلة وامتطاء موجات التغريب وبقية تلك الحواديت المكرورة. وبعيدا عن جدليات أين / كيف تتوظف المرأة، والتي يناقشها الرجال كثيرا وكأنهم المعنيون بالأمر، فإن من المعيب ونحن نتخطى ال 2010 أن تشغل وزاراتنا الحيوية بالطواقم الرجالية لمعاملة نسوية! «مها» لم تكن تعلم وهي ترتدي ألوان المدرسة الثلاثة الداكنة طوال سنوات أنها سترتدي الكارثة - كما وصفها النائب - ترتديها حتى حين!