رغم الوعود الكثيرة التي بذلت من الجهات المختصة في الجبيل بسرعة حل مشكلة طفح مجاري الصرف الصحي بالجبيل «البلد» فإن واقع الحال يؤكد أن تلك الوعود لم تكن إلا تطمينات، فمشاهد الطفح اليومي التي حولت شوارع المدينة إلى مستنقعات آسنة، تؤكد أن المشكلة متفاقمة، ولا أمل في حلها، على الأقل على المدى القريب. وأكد عدد من السكان أن الأمر يهدد مدينتهم بكارثة بيئية بسبب الروائح الكريهة وانتشار الحشرات، إضافة إلى محاصرة أحد أقدم الأسواق وهو «سوق القطيف» النسائي، حيث بدأ التذمر واضحا على وجوه المتسوقين وأصحاب المحال التجارية، الذين تكبدوا خسائر فادحة بسبب هذا الطفح. تجارة بائرة وذكر بعض أصحاب المحال في «سوق القطيف» أن الحركة في السوق أصيبت بالشلل وقلت حركة المتسوقين، وأشار فهد الدوسري إلى أن مبيعاتهم انخفضت إلى %80، وذكر أن الطفح يبدأ من الساعة السادسة مساء وبشكل منتظم، وتساءل:« لماذا لا تطرح الحلول المناسبة لهذه المشكلة بدلا عن سياسة الشفط». وأضاف فراس بن محمد: نحن على هذه الحال منذ أربعة أعوام تقريبا، لكن المشكلة تفاقمت خلال الشهور الأربعة الماضية، حيث أصبح الطفح يحدث يوميا وهو ما زاد من خسائرهم، فمنذ ساعتين لم يدخل أحد محله نظرا إلى صعوبة الوصول إليه. وزاد فهد مهنا أن زبائنه يجدون صعوبة في الوصول إليه، فعباءات النساء تختلط بمياه الصرف الصحي، ما جعلهن يتوقفن عن التسوق، ولفت إلى أن الأمر ربما يكون أسوأ عند اشتداد الصيف. فشل خدماتي من جانب آخر حمل عضو المجلس البلدي بالجبيل خالد الراضي مصلحة المياه والصرف الصحي المسؤولية كاملة عما يجري من طفح مستمر: « للأسف وجود هذا الطفح المستمر وبشكل اعتيادي في مدينة تعتبر الأولى اقتصاديا ومحل جذب للكثير من الاستثمارات هو فشل ذريع لهذه المصلحة». واعتبر أن تبرير الطفح بزيادة عدد العمال بالمدينة غير منطقي، فهناك مدن ودول أخرى بها أعداد أكبر من العمال ولا يوجد لديهم طفح كما يحصل في الجبيل البلد. وذكر أن الطفح لا يحدث في أماكن محددة بل في كل المدينة، بل حتى أمام مقر المصلحة نفسها. وطالب الراضي بمعالجة الأمور بكل شفافية وتقديم الحلول العملية لحل المشكلة، وليس فقط الحلول المؤقتة، وأن يكون دور مصلحة المياه العمل، وليس الرد على شكاوى المواطنين من خلال الصحف. زيادة استهلاك المياه من جانب آخر أرجع المهندس حسين البراهيم مدير فرع مصلحة المياه والصرف الصحي بالجبيل البلد مسؤولية هذا الطفح إلى زيادة استهلاك المياه، خاصة بعد عودة العمال من الجبيل الصناعية، نظرا إلى عدم وجود مراقبة للمجمعات السكنية التي يسكنونها، مشيرا إلى أنهم لاحظوا ومن خلال جولاتهم عليها كثرة الهدر والرمي على الشبكة دون رقيب، إضافة إلى كثرة بواقي الزيوت التي تلقيها المطاعم في البلدة القديمة، حيث يكثر الطفح، ورغم توفير أدوات الترشيد من طرف المصلحة فإن المشكلة لا تزال قائمة، ولفت إلى أن الزيادة الكبيرة في سكان الجبيل أيضا والنمو المستمر أحد أسباب زيادة استهلاك المياه. وذكر أنه يتابع بشكل يومي هذه المشكلة، حيث يتم فورا شفط هذا الطفح الذي يتركز بشكل دائم يوم الجمعة، ومن بعد مغرب كل يوم، مشيرا إلى سعيهم إلى حل الإشكالية في الشهور المقبلة من خلال المشاريع التي يجري تنفيذها. «الصناعيتان» فقط نفت شركة «مرافق» الكهرباء والمياه بالجبيل أي علاقة لها بما يحدث من طفح لمجاري الصرف الصحي بالجبيل البلد، وذكرت في رد على «شمس» أن مسؤوليتها تنحصر فقط في المدينتين الصناعيتين طبقا لنظامها الأساسي، إلا أنها ومن منطلق مسؤوليتها الاجتماعية تستقبل مياه الصرف الصحي من الجبيل البلد بما في ذلك الصهاريج؛ من أجل الحفاظ على البيئة، وذلك إلى أن تجد المديرية العامة للمياه بالمنطقة الشرقية الحل المناسب لهذه المشكلة.وأضافت أنها اتخذت العديد من التدابير اللازمة لاستيعاب الكميات الكبيرة من مياه الصرف الصحي القادمة من الجبيل البلد، من زيادة عدد المصبات وزيادة الطاقة التشغيلية للمحطة إلى أقصى حد، وزيادة ساعات العمل للموظفين الذين يعملون على استقبال صهاريج الصرف الصحي وغيرها .