تتزايد الشائعات في الأوساط العلمية عن قرب طرح شركة "آبل" العملاقة للبرمجيات لجهاز جديد، وصفه البعض بأنه "الأداة التي ستقضي على كل الأدوات،" بحيث يمكن استخدامه كجهاز كمبيوتر وهاتف ومشغل اسطوانات محمول ووسيلة لتصفح الكتب الإلكترونية، في الوقت عينه. وتتكتم الشركة عن الجهاز وطبيعته وموعد طرحه، كما أنها لم تؤكد التقارير التي تشير إلى أنه سيحمل اسم "القرص"، وسيكون بحجم مجلة عادية ويطرح بأسعار متدنية تتراوح بين 600 وألف دولار. وإن صحت التقارير التي تتناقلها بعض الأوساط المهتمة بالتكنولوجيا الحديثة، فإن "القرص" سيكون قادراً على القيام بكل شيء يمكن تصوره، فهو صالح لقراءة الكتب الإلكترونية، ويمكن استخدامه أيضاً لممارسة ألعاب الفيديو أو تخزين الصور والأغاني، كما في أجهزة "أيبود"، ومتابعة قنوات التلفزة وتصفح الانترنت. ويتوقع خبراء أن يكون هذا الجهاز - إذا ما صحت التقارير حول وجوده - الأداة التي ستضمن لشركة "آبل" الفوز المطلق في سباق التكنولوجيا على خصومها، والقضاء على كافة الأجهزة التي ليس لديها سوى عمل واحد في العالم اليوم، مثل الهواتف المحمولة أو متصفحات الكتب والأغاني وسواها. وفي هذا السياق، قالت لورا ديدو، كبيرة المحللين لدى ITIC المتخصصة في قطاع التكنولوجيا: "هذا سيمثل نقطة تحول تاريخية.. آبل ستثير دهشة الجميع بطرحها 'للقرص.'" وتشير ديدو إلى أن تأثير "القرص" على عالم الكمبيوتر سيكون مشابهاً لتأثير "i-Phone" على عالم الهواتف المحمولة، وسيحدث ثورة كاملة في عالم التقنيات الرقمية. وتشرح وجهة نظرها لCNN بالقول: "هذا الجهاز سيغيّر قواعد اللعبة بالكامل، لأن آبل ستتجاوز الشركات المنافسة وتجبرها على السعي للحاق بها. وحسب ديدو، فإن آبل تعلمت من أخطائها الماضية من حيث أسعار القطع التي تعرضها، لذلك فهي ستوفر "القرص" مقابل 600 دولار فقط. وبناء على المعلومات المتوفرة لدى ديدو، فإن "القرص" سيكون له شاشة بحجم عشرة أو 12 إنشاً، وسيزود بنظام عرض عالي الوضوح، كما سيتوفر بنماذج مختلفة يمكن وصلها بالانترنت أو بWiFi وبأنظمة الاتصال من الجيل الثالث، مع إضافة كاميرا داخلية تتيح التواصل المرئي. أما دان آكرمن، كبير المحللين لدى CNET، فقال: "آبل ستطيح بكل الموجودين على الساحة بجهازها الجديد، فعوضا عن حمل مجموعة متنوعة من الأدوات لتنفيذ مهام مختلفة، سيكون لديك أداة واحدة للقيام بكل ما تريد فعله." ولكن بعض الخبراء كان لهم آراء مخالفة، ومنهم زوس كرافالا، المحلل التكنولوجي لدى مجموعة "يانكي"، الذي قال إن فكرة طرح أجهزة تقوم بعدة مهام لم تنجح في السابق، لأن تعدد الوظائف غالباً ما يأتي على حساب نوعية الخدمة المقدمة. ويشرح قائلا: "اليوم باتت الكاميرات موجودة في أجهزة الهاتف، ولكن إذا ما ذهب الواحد منا في رحلة إلى الطبيعة، فإنه سيصطحب معه الكاميرا الرقيمة، لأنه يرغب في الحصول على صور عالية الوضوح." ويضيف كرافالا، أن أبحاث مجموعة "يانكي" أثبتت على سبيل المثال أن ثلاثة في المائة فقط ممن يمتلكون هواتف نقالة قادرة على تشغيل الموسيقى يستخدمونها لسماع الأغاني عوضاً عن استخدام المشغلات العادية.