شبرقة - عبدالرحمن أبو رياح : انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم أمس الأول المؤرخ والأديب علي بن صالح السلوك الزهراني بعد معاناة مع المرض وبعد أن دخل مرحلة الغيبوبة استمرت لحوالي 10 سنوات كان يرقد خلالها في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وتمت الصلاة عليه ودفنه يوم أمس بمدينة الرياض. والفقيد السلوك يعتبر علامة ومؤرخا خدم الموروث الشعبي في منطقة الباحة ومن المؤسّسين لنادي الباحة الأدبي وكذلك جمعية البر الخيرية بالباحة وقرن ظبي (مسقط رأسه) .. وكانت له جهوده الكبيرة في زمن كانت الاتصالات الحديثة في منأى عنه ، من خلال تجواله على معظم قرى غامد وزهران وجنوب المملكة ، وقد اعترف له العلامة ومؤرخ الجزيرة حمد الجاسر -يرحمه الله- بالفضل واستفاد من أبحاثه ومن كتبه عندما زار منطقة الباحة مستشهدًا بذلك في مؤلفاته. وكان السلوك -يرحمه الله- يبذل من ماله الخاص في جمع المعلومات ويحرص على أن تكون من مصادرها الرئيسية ، ولم يكن يكتفي بالنقل من العامة ، بل كان يقطع الأودية ويصعد الجبال ويزور الناس في مواقعهم للحصول على المعلومة ، وإذا استعصى الأمر عليه كان يستعين بالوجهاء وغيرهم لرصد تاريخ المنطقة وتراثها ، وقد كتب عنه كثير من الكتّاب والمؤلفين والمؤرخين. وتولى الراحل السلوك -يرحمه الله- العديد من المناصب في منطقة الباحة والإمارة كان آخرها مدير عام الشؤون المالية والإدارية بإمارة المنطقة .. وفي الجانب الإنساني والخيري تولى رئاسة مجلس إدارة الجمعية الخيرية في الباحة ، إضافة إلى جمعية قرن ظبي الخيرية. ولد علي بن صالح السلوك في (قرن ظبي) إحدى قرى منطقة الباحة عام 1359ه ، وعمل طوال خدمته المدنية في إمارة الباحة مديرًا للحقوق العامة فمديرًا لإدارة التفتيش فمديرًا لإدارة إمارة المنطقة ومديرًا عامًا للإدارة المالية والإدارية ، وكانت له مساهمات فعالة في منطقة الباحة في الجوانب الثقافية والأدبية ، وشارك بكتاباته الجادة في مختلف الموضوعات الأدبية والاجتماعية في الصحافة المحلية ، وهو عضو في الكثير من اللجان المحلية ومن مؤسّسي نادي الباحة الأدبي وعمل نائبًا لرئيس النادي منذ تأسيسه حتى مرضه. وقد كان آخر مؤلَّفاته هو (الموروثات الشعبية لغامد وزهران) المكوّن من أربعة أجزاء، ومن مؤلفاته : (غامد وزهران السكان والمكان)، و(المعجم الجغرافي لبلاد غامد وزهران) ، وكتاب (وثائق من التاريخ). هذا وسيكون اليوم الاثنين هو أول أيام العزاء للراحل السلوك وسيقام بمنزله في مسقط رأسه (قرن ظبي) بالباحة حيث سيستقبل ابناؤه المعزين. الخبر من المصدر