أ.بدر أحمد كريم نعم عاد الأمير نايف بن عبد العزيز إلى مولاه، وخالقِه، ومصوره، تاركا في العيون دموعا، وفي القلوب حسرة، وعلى الأفواه « يا أيتُها النّفْسُ المُطْمَئِنّة، إِرْجِعِي إلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، فادْخُلِي في عِبَادِي وادْخُلِي جَنَّتِي» (سورة الفجر،27-30). ما بين مولده عام 1352ه (1933م) ووفاته عام 1433ه (2012م) ومن إمارة منطقة الرياض، إلى ولاية العهد، تاريخٌ حافِل بالعطاء، وبُعْد النظر، والحكمة، والرجُل المناسِب في المكان المناسِب، وفقد رجُل في وزْن « الأمير نايف بن عبد العزيز» وثِقَلَه خسارة، وأي خسارة، ليس في المجتمع السعودي فحسب، بل في المجتمعات العربية والإسلامية. سَبَقَ أنْ قلتُ: إن الأمير نايف بن عبد العزيز، مهندس السياسة الإعلامية، فيوم أن كان رحمه الله رئيسا للمجلس الأعلى للإعلام، قَعَّدَ الإعلام السعودي بوضع السياسة الإعلامية (1402ه/1982م) التي تُعَدُّ «جزءا من السياسة العامة للدولة، وحدد وظائف وسائل الإعلام السعودية « من خلال التثقيف، والتوجيه، والإخبار، والترفيه». وفي نظرة سريعة وعلى عجالة يمكن معرفة وظائف وسائل الإعلام السعودية: - اجتماعيا: تدأب وسائل الإعلام على خدمة المجتمع، وتوثيق روابط الحب والتآزر، بين أفراد الشعب السعودي. - أُسَرِيّا :يولي الإعلام السعودي الأُسْرَة ما تستحقه من اهتمام. - الطفل: فطرة نقية صافية، وتربة خِصْبِة. - السعوديات:شقائق الرجال. - الشباب: تخصص لهم برامج مدروسة. - التوثيق الإعلامي: حفظ المواد الإعلامية الوثائقية والتسجيلية. - المواد الإعلامية: الارتفاع بمستواها. - الأمية: مكافحتها والتخلص منها. - الثقافة: تشجيع الباحثين، والعلماء، والمفكرين. - المواهب: رعايتها، وتشجيعها. - التراث: أهميته، والحاجة الملحة لإحيائه. - عربيا: الدفاع عن قضايا العرب، والتضامن، والتعاون معهم. - إسلاميا: توثيق أواصر الإخاء والتآزر بينهم. - الدعوة : الاعتماد على مخاطبة الفكر. - حقوق الإنسان: احترامها فرديا وجماعيا ومجتمعيا. - المؤسسات الإعلامية السعودية: تبني منهج إعلامي موحد. - ضوابط العمل الإعلامي السعودي: البُعد عن المبالغات، والمهاترات، وتقدير شرف الكلمة، ووجوب صيانتها من العبث. - حرية التعبير: مكفولة في وسائل الإعلام. - اللغة العربية: توجيه المذيعين، ومقدمي البرامج، ومديري الندوات، وغيرهم، إلى وجوب استعمال الفصحى. - دُور النشر الوطنية: نشر المؤلفات السعودية الجادة. - الطاقات البشرية السعودية: إعدادها وتأهيلها، وتعهدها بالتدريب، والتقويم المستمرين. - المواد الإعلامية المحلية: جيدة، وتشجيعها. هذا ملخصٌ سريعٌ ومختصر، لما وضعه الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله، من سياسة إعلامية، وفّرت المُنَاخ الملائم لتأصيل العمل الإعلامي السعودي، مرتكزا على الهُوِيّة الوطنية، ومبتعدا عن التناقض، ومنتقيا الجيد من القيم. اللهم ارحم عبدَك وابنَ عبدِك (الأمير نايف بن عبد العزيز) فقد عاد إليك يارب، وأنت مولاه الحق، فاغفر له، وارحمه (وبَشِّر الصّابِرِينَ الذين إذا أَصَابتْهُمْ مُصِيبَةٌ، قالُوا إنّا لله وإنّا إليْهِ راجِعُون).