شبرقة - عوض الدريبي : أكد الأستاذ الدكتور سالم بن أحمد سحَّاب أن كثيراً من الأزمات الإدارية التي تؤدي إلى سوء الخدمة وتسبب المعاناة للمواطن إنما يقف خلفها إسطوانة مشروخة هي (تغيير المقاول) أو (تغيير المتعهد) ، وهي إسطوانة باتت مسجلة ، وضرب على ذلك مثلاً ، وهو تكدس أرتال النفايات في بعض المدن عندما يحين موعد حلول المقاول الجديد محل القديم. وأوضح الدكتور سالم سحَّاب في مقاله ليوم الأربعاء 16 رجب 1433ه في عموده اليومي بصحيفة المدينة (ملح وسكر) ؛ أن: الحنكة الإدارية تقول : إن على المتعهد الجديد الإستعداد بكامل قضه وقضيضه لتسليم المواقع (الزبالية) المحددة ، وأن عليه توريد (الحاويات) فور سحب القديمة (الخايسة) أصلاً. وأستطرد : لكن العرف السايد هو منح المقاول الجديد فرصة زمنية للتحضير والإستعداد والتسلم والتسليم ، وهي جميعاً مصطلحاًت فارغة لا تعني بالنسبة للمواطن سوى الإستهتار وكسب الوقت لتوفير شيء من المال .. ربما بالتواطؤ مع زيد أو عبيد من أصحاب المصالح الخاصة. وأشار الأستاذ الدكتور سالم سحَّاب إلى مانشرته الحياة عن نقص حاد في حقن الأنسولين (الصافي) المخصص لمرضى السكر في محافظة جدة ، وأن الجواب كان جاهزاً ، وهو (تغيير المقاول) ، والدكتور يسخر عنها من هذا المبرر وكأن لسان حال ومقال من يأخذ به يرى أن من البديهي أن يترتب على تغيير المقاول أو المتعهد أو المورد ؛ تأخر توريد الأنسولين والأدوية الأخرى ، مؤكداً أن هذا عذرٌ رديء يدل على بدائية في الإجراءات. وتساءل الدكتور سالم سحَّاب عما يجب علينا فعله في مثل هذه الحالة قائلاً : هل نطالب المريض بالإستغناء عن هذا العلاج الحيوي حتى يتم نقل عمليات التوريد من فلان إلى علان؟! ، واصفاً الحالة بأنها إشكالية إدارية لا معنى لها ، مستدركاً : لكنها للأسف حقيقة قائمة لابد من معايشتها. وأستدعى الدكتور سالم سحَّاب في هذا السياق إشكالية أخرى ، هي تكدس البضائع والحاويات في ميناء الرياض (الجاف) والسبب معروف ومعلوم ، هو تغير المقاول حسب تصريح المسؤول . وأعاد الدكتور سالم التأكيد (بتهكم مستحق) على الإسطوانة المشروخة قائلاً : وهذا التغيير يتطلب (طبقاً للمسؤول) توفير المعدات والطواقم التشغيلية المدربة وإعتماد تطبيقات آلية للكشف عن مواقع الحاويات .. موضحاً أن ذلك يعني منظومة من المهام التيي ستدخل في باب (تجربة الحلاقة في رؤوس اليتامى) بمعنى أن المطلوب هو منح المقاول الجديد فرصة مفتوحة لتأمين كل هذه المتطلبات (المرهقة) ، وليذهب أصحاب المصالح إلى الكورنيش الجديد في الرياض ليشربوا من مائه العذب. وأختتم الأستاذ الدكتور سالم بن أحمد سحَّاب بخلاصة القول وزبدة المقال ، وتشخيص أدق للحالة بقولة : صراحة أزمات لا أحسبها تتكرر في عالم متحضر يحسن مواجهة الأزمات قبل وقوعها ، وإدارتها بنجاح حين وقوعها ، الزبالة في عالم متحضر لا تتكدس إلا إذا أضرب عمالها ، والدواء لا ينقطع حتى لا ينقطع رزق المتسبب ، والحاويات لا تتكدس بهذه الصورة المخيفة في ميناء جاف ولا (مبلول). نص المقال