أقترح على المؤسسة العامة للموانئ أن تلزم التجار وأصحاب الحاويات بكتابة شعار على كل حاوية هو «كل ما قلت هانت جد علم جديد» ولا هان أبو نورة، فتكدس الحاويات أصبح سمة لموانئنا بدءا من أيام المرحوم فايز بدر الذي حل مشكلة التكدس قبل أكثر من ربع قرن بطائرات الهليوكوبتر في ميناء جدة ومروراً بتجدد الأزمة في نفس الميناء قبل سنوات قلائل وقيل وقتها إن ميناء الرياض الجاف يشكل نموذجاً جيداً في التعامل السريع مع الحاويات، ولكن يظهر أن لا أحد أحسن من أحد، فمنذ شهر وميناء الرياض الجاف يعيش أزمة التكدس بأكثر من ستة آلاف حاوية تنتظر الفسح وأكثر من ثمانية آلاف حاوية تنتظر في ميناء الدمام لتتابع مشوارها إلى الرياض، وفي كل تكدس لا نعدم مبرراً أو سبباً لذلك فمرة تعللنا بالطفرة الأولى ومرة بالطفرة الثانية وهذه المرة لسبب أهون وهو تغيير المقاول، وتغيير المقاول شماعة تنصب عندما تتعفن المدن وتتكدس النفايات لمدة طويلة ويكون السبب هو تغيير المقاول لا سوء إدارة ومتابعة من الجهة التي ترسي على المقاولين، مع أن هناك أمرا سامياً بإلزام الجهة الحكومية بالاحتفاظ بالعمالة المدربة من أي مقاول سابق في الجهة الحكومية المبرمة للعقد حتى لا تتأثر الخدمات المقدمة للمستفيد والمواطنين، وسبب المشكلة أمران متناقضان من جهتين حكوميتين فالناطق باسم الخطوط الحديدية يوضح أن السبب عدم التزام المقاول السابق بإبقاء العمالة الخاصين بالشركة المدة المتفق عليها في العقد، والمتحدث باسم الجمارك يرى أن السبب ضعف أداء المقاول الجديد وعدم خبرته في هذا المشروع، وحتى تتفق الجمارك مع السكك الحديدية نحن أمام مقاول سابق لا يلتزم بالعقد ومقاول جديد ضعيف لا خبرة لديه، ونفهم منهما أن هناك جهة حكومية أضعف من أن تلزم ببنود العقد مقاولاً كبيراً عمل معها لسنوات وبمئات الملايين، وجهة حكومية أرست المشروع على مقاول ضعيف لا خبرة لديه، ونعود لأبي نورة «يا زمان العجائب».