تضاربت تصريحات صادرة من مدير عام ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام، مع مصادر أخرى من الميناء ذاته، بشأن مشكلة تكدس الحاويات في الميناء قبل أسبوعين. وكشفت مصادر مطلعة ل «الشرق» سبب الأزمة؛ حيث يرجع اقتصار متعهد التفريغ، على شركة واحدة فقط، بالإضافة إلى شركة تفريغ أخرى، تعمل في الميناء، ولكن في مكان آخر من الميناء، مشيرة إلى أن شركة التفريغ تواجه ضغطا كبيرا في التفريغ، يقابله نقص في إمكانات الشركة من معدات وآلات وفنيين. وأوضحت المصادر أن المتعهد قام بتشغيل مقاولين بالباطن، لتفادي هذه الأزمة، وسرعة تفريغ الحاويات، مبينا أن هذه الخطوة لم تسهم في الحد من المشكلة، التي مازالت قائمة. وأضافت المصادر ذاتها أن التجار يواجهون مشكلات كبيرة في تأخر تفريغ الحاويات، حيث إن المهلة الممنوحة للحاوية في ساحة الميناء، تصل إلى عشرة أيام ومن ثم تحسب غرامة مالية على الأرضية، تبلغ عشرين ريالا للطن الواحد، موضحة أن تكدس الحاويات أربك العمل في الميناء، وتسبب في مضاعفة الجهد لدى الجهات الأخرى للقيام بعملها، مشيرة إلى أن جمارك الميناء، تواجه ضغطا كبيرا منذ بداية الأزمة، التي تدخل أسبوعها الثالث، حيث يتراوح عدد المعاملات لمجموعة الجمارك الواحدة من 400 إلى 500 معاملة في اليوم الواحد، على خلاف ما كانت عليه قبل الأزمة، التي لا تتجاوز ثمانين معاملة، لافتة إلى أن يوم السبت قبل الماضي، وصلت فيه المعاملات إلى 800 معاملة، مبينة أن الميناء بحاجة إلى ساحات إضافية لمواجهة هذا الكم الكبير من الحاويات، الأمر الذي يحد من تكدس الحاويات. وأشارت المصادر إلى أن أسباب تكدس الحاويات في الميناء الجاف في الرياض يرجع إلى نقص إمكانات متعهد التفريغ هناك. من جانبه، قال مدير ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام نعيم النعيم ل «الشرق» إنه لا توجد هناك أزمة بخصوص تكدس في الحاويات، معترفا بوجود نوع من التأخير البسيط في عملية التفريغ، ولكن لا توجد أزمة، والوضع إلى حد ما طبيعي، موضحاً أن إدارة ميناء الملك عبدالعزيز تتخذ كافة الإجراءات لتسهيل العمل داخل الميناء. إلى ذلك، تؤكد المصادر أن بطء السكك الحديدية في نقل الحاويات تسببت كذلك في تكدسها. وقال المتحدث الإعلامي في مؤسسة السكك الحديدية محمد أبوزيد ل «الشرق» إن بطء نقل الحاويات من الدمام إلى الميناء الجاف في الرياض، يرجع إلى تفريغ القطارات في الميناء الجاف، حيث يستغرق التفريغ وقتا طويلا، وبالتالي يؤثر على سرعة النقل، ويكون هناك نوع من التأخير. وأوضح أبوزيد أن أسباب أزمة الحاويات في الرياض ترجع إلى المتعهد الجديد للتفريغ، مشيرا إلى أن المؤسسة طالبت المتعهد بتوفير المعدات اللازمة والفنيين لتجاوز هذه الأزمة. وبيّن أبوزيد أن المتعهد قام أمس بتوفير عدد كبير من الفنيين من مدخلي البيانات ومشرفي الساحات، الأمر الذي سيساهم في الحد من الأزمة، موضحا وصول أجهزة حديثة، لتحديد مكان الحاوية في الساحة الأمر الذي سيكون له أثر كبير كذلك في الحد من المشكلة. وكشف أبوزيد عن أن المؤسسة عقدت اجتماعا عاجلا أمس مع المتعهد الجديد للتباحث حول الحلول الممكنة والسريعة لتجاوز الأزمة، مشيرا إلى أن انتهاء الأزمة سيتراوح من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، موضحا في الوقت نفسه أن هناك فريقا فنيا من مؤسسة الحديد في الميناء الجاف لمتابعة حل الأزمة.