شبرقة - بَدَل الزهراني تبدأ قوافل الزوار بالتوافد على المتحف البريطاني الشهير في لندن بدءا من نهاية الأسبوع القادم وذلك من أجل معايشة تفاصيل أداء ما يقارب ثلاثة ملايين مسلم للركن الخامس من أركان الإسلام ومعاينة النقلة الكبيرة في تطور مكةالمكرمة وتوسعة الحرم المكي الشريف والمشاعر المقدسة لاستيعاب الأعداد المتزايدة كل عام من الحجاج والمعتمرين والزوار وتسهيل أدائهم لمناسك الحج. ووفقاً لتحقيق أعده الزميل عبدالعزيز الهندي من مكتب وكالة الأنباء السعودية (واس) بلندن ، ونشرته الوكالة اليوم ، فقد أنهى المتحف البريطاني استعداداته ليوم الافتتاح الكبير في 26 يناير لمعرض (الحج : رحلة إلى قلب الإسلام) الذي ينظمه المتحف بالتعاون والشراكة مع مكتبة الملك عبد العزيز العامة بموجب مذكرة تفاهم وقعت بين الجانبين في 18 شعبان 1432 ه الموافق 19 يوليو 2011 م. ويحتل المعرض موقعا مميزا وفريدا في أعمال وأنشطة المتحف البريطاني كونه الأول من نوعه الذي يقيمه المتحف وعلى هذا المستوى والحجم الكبير لأعظم رحلة يؤديها المسلم في حياته، يتوقع أن تستقطب حصة كبيرة من نسبة زوار المتحف والذين قارب عددهم الستة ملايين العام 2010. وقالت أمينة مشروع المعرض في المتحف البريطاني قيصرا خان (إن المعرض ينظر ويشرح أهمية الحج منذ الأيام الأولى لهذه الشعيرة الإسلامية ، وأيضا يعرض أول رحلة حج للرسول عليه الصلاة والسلام). وأشارت في تصريح لوكالة الأنباء السعودية إلى أن المعرض يجول خلال رحلة الحج مع الزمن والجغرافيا إلى أيامنا الحاضرة بالإضافة إلى استعراض معاني الحج التي (تبرز في كون الحج شعيرة ، وظاهرة سلمية ، والإسلام هو دين سلام ، حيث أن في الحج لا تستطيع أن تؤذي مشاعر الآخرين أو أن تؤذي أي شخص) ، مبينة أن بعض التذكارات التي يجلبها الحجاج معهم من مكةالمكرمة تبين مشاعرهم العظيمة والكبيرة تجاه الحج ومدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. وعدت فكرة المعرض غير المسبوقة ، فكرة رائعة تتيح الفرصة لغير المسلمين من التعرف عن قرب على أحد أركان الإسلام. ويبرز المعرض ثلاث أوجه للحج تبدأ برحلة الحاج من خلال التركيز على الطرق الرئيسية التي سلكها الحجاج في الماضي سواء من قارة آسيا أو أفريقيا أو أوروبا أو الشرق الأوسط ، فيما يتناول الجانب الثاني الفرائض المصاحبة للحج ومعاني أداء فريضة الحج بالنسبة للمسلم ، ويبرز الجانب الثالث مكةالمكرمة ، والكعبة المشرفة بوصفها قبلة المسلمين والحجاج وأهميتها. وتتمثل أهمية هذه الأقسام الثلاثة للمعرض في إبراز وحدة المسلمين عند أداء شعيرة الحج ومظاهر المساواة والتسامح ، وإبراز تعلق المسلمين بالمشاعر المقدسة على مر العصور ، إضافة إلى تسليط الضوء على حقيقة جهود المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن. ويوافق مدير المتحف نيل مكجرو مع ما قالته قيصرا خان في أن أهمية المعرض تبرز من عدة جوانب ومن ضمنها كونه يتيح الفرصة للمتحف بأن يقدم لجمهور الزائرين من المملكة المتحدة ومن مختلف دول العالم كيفية أداء المسلم لمناسك الحج من جانبها الديني. ويضيف في تصريح لوكالة الأنباء السعودية بأن رسالة المعرض لها جانبان ثقافي وتاريخي ، مبرزا أهمية المعرض بقوله (لولا هذا المعرض لما تمكن الزوار خاصة من غير المسلمين من أن يعايشوا تجربة الحج ويدركوا معانيه وأهميته). ويشتمل المعرض على صور حديثة وأفلام قديمة وحديثة ومجسمات قدمتها مكتبة الملك عبد العزيز العامة للمتحف وتبين القفزات الكبيرة التي تحققت لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة نتيجة للعناية الخاصة التي توليها القيادة الرشيدة للمملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (رحمه الله) ومن بعده أبناؤه الملوك سعود ، وفيصل ، وخالد ، وفهد (رحمهم الله) إلى هذا العهد ، العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود (حفظه الله) لشؤون الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة. ويبرز في هذا السياق المشروعات العملاقة التطويرية في المشاعر المقدسة والحرم المكي مثل مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود لتوسعة المسجد الحرام ، ومشروع توسعة المسعى الذي بلغت تكلفته حوالي ثلاثة مليارات ريال ، ومشروع جسر الجمرات في منى الذي تزيد تكلفته عن أربعة مليارات ريال ، ومشروع الملك عبد الله لسقيا زمزم بتكلفة 700 مليون ريال لضمان نقاء مياه زمزم بأحدث الطرق العالمية وتعبئته وتوزيعه آليا، ومشروع قطار المشاعر بالإضافة إلى مشروع تطوير المشاعر المقدسة . وأبرزت بدورها الكاتبة كارين أرمسترونج المعاني التي يتضمنها الحج مثل السلام والتسامح ، مشيرة إلى أن هذه المعاني كانت واضحة في سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام . وتقول لوكالة الأنباء السعودية (معرض الحج فرصة رائعة لأن نفهم بعضنا البعض . واعتقد أن المعرض يمثل لغير المسلمين فرصة لفهم عميق للإسلام من جانبه الروحي وفي سعيه للسلام بدلا من الأساطير التي تدور في وسائل الإعلام الغربية عن الإسلام). وتضيف (إذا أردنا أن نفهم العالم المعاصر فيجب أن يكون لدينا فهم كامل للإسلام) ، ورأت انه لا يوجد طريقة أفضل لغير المسلمين من أن يبدؤا برحلة الحج من أجل أن يفهموا ويتعرفوا على الإسلام والرسول محمد عليه الصلاة والسلام. ويضم المعرض مجموعة من أجمل القطع الفنية والمنسوجات والمخطوطات التي تعود بعضها ملكيته لأشخاص وبعضها لمتاحف من المملكة المتحدة ومن أنحاء العالم ، إلى جانب جزء كبير من المعروضات تم تجميعها من المملكة العربية السعودية من خلال مكتبة الملك عبد العزيز العامة. ولفتت أمينة المتحف ، فينيشيا بورتر في تصريح لوكالة الأنباء السعودية الانتباه إلى أن المعرض يعد مناسبة مهمة بالنسبة لهم في المتحف وهو معرض مهم بالنسبة لهم لأنه لم يسبق لأي جهة أن أقامت مثل هذا المعرض وعلى هذا المستوى ، وقالت (في الحقيقة رحلة الحج رحلة مهمة ومثيرة). وبينت أنها درست اللغة العربية ، وقالت (اعتقدت أني أعرف ماهو الحج حتى بدأت في القراءة والبحث والحديث مع الزملاء عن الحج حينها أدركت بأني لا اعرف عن الحج إلا القليل). وأبرز كل من ماكجرو ، وبورتر ، وخان الجهود والمساعدة والدعم الكبيرين اللذين قدمتهما سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة. وأكدوا أن السفارة قدمت للمتحف دعما بشكل كبير منذ البداية ، إضافة إلى الدور الكبير والمهم لمكتبة الملك عبد العزيز العامة. وقالوا (لم يكن بالإمكان انجاز هذا المعرض بدون مساعدة سفارة المملكة العربية السعودية في المملكة المتحدة التي ساعدتنا ولم تبخل علينا بالنصائح والإرشادات). تجدر الإشارة إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز ، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة ، قد شكل لجنة برئاسته وعضوية عدد من المسؤولين من مكتبة الملك عبد العزيز العامة ومن السفارة. وتعقد اللجنة اجتماعات شبه أسبوعية منذ توقيع اتفاقية التفاهم بين المتحف البريطاني ومكتبة الملك عبد العزيز العامة بغرض ضمان توافر كافة الإمكانات والوسائل الكفيلة بإنجاح فكرة المعرض وتقديم الصورة الحقيقية لمعاني الإسلامية للتسامح والسلام والوحدة والإخاء التي تبرز في أداء الركن الخامس من أركان الإسلام بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة. فقوافل الزوار التي ستتوافد من 26 يناير إلى 15 أبريل 2012 م إلى المتحف البريطاني ذو ال250 عاما من العمر في قلب أوروبا ستعيش عبر معرض (الحج : رحلة إلى قلب الإسلام) عظمة أيام الحج وعظمة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وصورة الإسلام الحقيقية في المساواة والتسامح والإخاء في مهوى أفئدة الإسلام والمسلمين من جميع أنحاء العالم.