وقعت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة والمتحف البريطاني أمس الأول في لندن مذكرة تفاهم بمناسبة الإعلان عن تفاصيل معرض «الحج: الرحلة إلى قلب العالم الإسلامي». وتم التوقيع بحضور سمو الأمير محمد بن نواف سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، ووقع الاتفاقية عن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة المشرف العام على المكتبة فيصل بن معمر، وعن المتحف مدير المتحف نيل مكجرو، وقال بن معمر: إنها المرة الأولى التي تبادر فيها مؤسسة عامة بطرح هذه الفكرة النيّرة لتقديم الحج للمجتمع الأوروبي، وأوضح أنه يجب إدراك الإرث الإسلامي من ناحية إسهامه وتفهمه للديانات والثقافات الأخرى فالتاريخ الإسلامي مليء بالأمثلة على ذلك فالعلوم والفنون سبق وأن أثرت الثقافة البشرية أيَّما إثراء في كنف رعاية وحماية الإمبراطورية الإسلامية التي امتدت من أسبانيا غربًا وحتى الشرق الأقصى آنذاك. وأضاف أن الحج في تقاليدنا وإيماننا ركن رئيسي في الإسلام ويعكس الإخلاص والتعلق العميق بالإيمان بالله، ويضيء طريق الملايين من المؤمنين ويمنحهم الأمل بالمساواة والسلام وتفهم البشرية، معربًا عن تمنياته أن يُظهر هذا المعرض المعاني الحقيقية للإسلام وقوة الإيمان التي تحفّز الملايين من الناس كل عام ليؤدوا فريضتهم الدينية في أرض مولد الإسلام. وأشار إلى أن مذكرة التفاهم هي اتفاقية بين مكتبة الملك عبدالعزيز العامة والمتحف البريطاني نتفق فيها على العمل معًا والمكتبة توافق نيابة عن المكتبات والمتاحف في السعودية على دعم هذا المعرض بإعارة قطع أثرية مهمة من مختلف مناطق المملكة، كما نود أن نعرب عن دعمنا الكامل لهدف المتحف البريطاني لإظهار أهمية وعظمة الحج. وعلى جانب آخر كشف المتحف البريطاني عن تفاصيل معرض «الحج: الرحلة إلى قلب العالم الإسلامي» وهو أول معرض متخصّص من نوعه سيقام في المتحف خلال الفترة من 26 يناير إلى 15 أبريل 2012م. وقال مدير المتحف البريطاني نيل مكجرو: إن الحج إلى مكةالمكرمة هو في قلب الدين الإسلامي، وهذا المعرض سيُبرز أهمية الحج كأحد أركان الإسلام وسيقدم أيضًا أهميته للمسلمين. وأوضح مكجرو أن المعرض سينقل كيفية أداء شعائر الحج من بداية الرحلة التي يقوم بها الحاج واستعراض هذه الرحلة عبر التاريخ، وأضاف أن معرض «الحج: رحلة إلى قلب العالم الإسلامي: في المتحف البريطاني سيمكّن الجمهور من مختلف أنحاء العالم من تعميق فهمهم لأهمية وتاريخ الحج وسيتيح بشكل خاص الفرصة لغير المسلمين لاكتشاف أحد جوانب الإسلام التي تؤدي دورًا رئيسيًا في تشكيل الشعور الإسلامي عالميًا التي لا يستطيع غير المسلمين أن يطلعوا عليها عن قرب. واستعرضت مسؤولة في مكتبة المتحف المعروضات التي يضمها معرض الحج، مفيدةً أن المقتنيات ثرية في قيمتها التاريخية. وتضم قطعًا من الماضي وقطعًا فنية حديثة تكشف جميعها عن التأثير المستمر للحج عبر العالم وعبر القرون. وأوضحت أن المعرض سيتناول ثلاثًا من أوجه الحج، هي: رحلة الحاج من خلال التركيز على الطرق الرئيسية التي سلكها الحجاج في الماضي سواء من قارة آسيا أو إفريقيا أو أوروبا أو الشرق الأوسط، والجانب الثاني سيتناول الحج اليوم والفرائض المصاحبة له ومعاني أداء الحج بالنسبة للحاج، وأما الجانب الثالث فإنه سيركّز على مكةالمكرمة قبلة الحجاج وأهميتها. وأضافت أن المعروضات متنوعة منها التي تعود ملكيتها لأشخاص ومنها التي تعود ملكيتها لمتاحف وتم تجميعها من المملكة المتحدة ومن مختلف أنحاء العالم. ومن جانبها جذبت الكاتبة كارين أرمسترونج انتباه وتركيز الحضور بسردها لأول رحلة قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم لأداء فريضة الحج، والاتفاقية التي نتجت عنها مع قريش. وقالت: إن الرسول صلى الله عليه وسلم أصرّ على أداء فريضة الحج بدون أن يحمل معه أي سلاح في وقت كان فيه في حالة نزاع مع قريش، لافتةً الانتباه إلى أن المعاني التي يتضمنها الحج مثل السلام والتسامح كانت واضحة في سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.