شبرقة - ليالي أنس : تباينت آراء المحللين حول نتائج الشركات السعودية المدرجة في سوق الأسهم السعودية للربع الأخير من 2011، لكنهم أكدوا أن السوق تتمتع بعوامل تجعلها خيارا مثاليا للاستثمار في ظل متانة العوامل الأساسية وتذبذب الأسواق العالمية. ويرى المحللون، أن نتائج الربع الأخير للشركات السعودية لم تأت وفقا لما كان متوقعا، لكن نتائج الشركات للعام بأكمله سجلت نموا سيدفع السوق إلى موجة صعود قوية خلال الأشهر المقبلة. وقال عبد الحميد العمري، الكاتب الاقتصادي وعضو جمعية الاقتصاد السعودية، ل(رويترز): (نتائج الشركات حتى الآن جيدة جدا مقارنة مع النمو المسجل في 2010، الأرقام تحسن الصورة الاستثمارية وتعطي ثقة على مستوى السوق). وأضاف (ارتفاع الربحية وانخفاض مخاطر الاقتصاد السعودي وارتفاع مخاطر الأسواق في الخارج عوامل تعزز وضع السوق كخيار مثالي للاستثمار). فيما يرى هشام أبو جامع، رئيس الاستثمار لدى مجموعة بخيت الاستثمارية، أن النتائج على مستوى الربع الأخير لم تأت وفقا للتوقعات، وأن تأثيرها سيكون محدودا؛ لأن السوق استوعبت تلك النتائج بالفعل وأخذتها في الحسبان. وقال (معظم الشركات كانت أرباحها دون المستوى المطلوب في الربع الأخير، وبالتالي من المتوقع أن نشهد هدوءا في السوق، لا أتوقع تغيرات كبيرة؛ لأن النتائج جرى أخذها في الاعتبار بالفعل). ولفت هشام أبو جامع إلى أن من المتوقع أن يكون هناك عمليات إعادة نظر في قطاع البتروكيماويات، ولا سيما أن تصريحات المستثمرين غير مطمئنة وفي ظل وجود أزمة سياسية في المنطقة. وكانت (سابك) أكبر شركة بتروكيماويات في العالم من حيث القيمة السوقية سجلت أرباحا أقل بكثير من توقعات المحللين؛ إذ انخفض صافي ربح الشركة 10 في المائة في الربع الأخير إلى 5.24 مليار ريال (1.40 مليار دولار)، مقارنة مع متوسط توقعات عند 7.1 مليار ريال. وقال محمد الماضي، الرئيس التنفيذي ل(سابك): إن عام 2012 سيكون صورة عكسية لعام 2011 وإن الأوضاع ستشهد مزيدا من التحسن في 2013 وبعده. لكن الماضي لفت إلى أنه على الرغم من انخفاض أرباح الربع الأخير فقد سجلت (سابك) نتائج قياسية في 2011، واصفا العام المنصرم بأنه الأفضل في تاريخ الشركة من حيث الإنتاج والمبيعات والأرباح. وهنا عاد العمري ليوضح أن من منظور الأداء السنوي سجلت شركات البتروكيماويات المدرجة في البورصة نموا بنحو 25 في المائة في الأرباح، وهو ما اعتبره أمرا متميزا في ظل اضطراب الأوضاع الاقتصادية العالمية. واتفق المحللان على أن نتائج القطاع المصرفي جاءت متميزة؛ إذ توقع أبو جامع أداء أفضل للقطاع في البورصة، فيما قال العمري: إن نتائج القطاع عكست عدم وجود مخاطر أو مخاوف مما يعزز الثقة بالقطاع وبالسوق بوجه عام. ولفت العمري إلى أن تلك النتائج ستعزز عودة السيولة الاستثمارية في السوق، متوقعا أن تتجاوز ثمانية مليارات ريال خلال الأسابيع المقبلة. وأضاف (طوال السنوات الثلاث الماضية خرجت السيولة إلى الأسواق العالمية، لكن مع المخاطر التي تحف هذه الأسواق ستكون السوق المحلية ضمن الخيارات المثالية للمتعاملين). وتابع (خلال 2011 بلغت التوزيعات أكثر من 45 مليار ريال، أي مستثمر ذكي لن يفرط في ذلك). وحول المستويات المستهدفة للمؤشر خلال الأسبوع المقبل، قال العمري: إن المؤشر صنع دعما قويا عند مستوى 6370 نقطة، وإن من المتوقع أن يشهد خلال الأسبوع المقبل عودة الاتجاه الصعودي وعودة السيولة لمستويات ثمانية مليارات ريال. ولم يستبعد العمري ظهور بعض عمليات جني أرباح، كما توقع انخفاض نسبة المضاربة وتوجه السيولة نحو الأسهم القيادية في السوق.