اختلفت آراء محللين بارزين حول نتائج الشركات السعودية للربع الأخير من 2011 لكنهم أكدوا أن السوق يتمتع بعوامل تجعله خيارا مثاليا للاستثمار في ظل متانة العوامل الأساسية وتذبذب الأسواق العالمية. ويرى المحللون أن نتائج الربع الأخير للشركات لم تأت وفقا لما كان متوقعا لكن نتائج الشركات للعام بأكمله سجلت نموا سيدفع السوق إلى موجة صعود قوية خلال الأشهر المقبلة. وأنهى المؤشر السعودي تعاملات أمس مرتفعا 0.12% عند 6378 نقطة. وفقد المؤشر 0.6 بالمئة منذ بداية 2102 وحتى إغلاق الأربعاء. وقال عبد الحميد العمري الكاتب الاقتصادي وعضو جمعية الاقتصاد السعودية لرويترز "نتائج الشركات حتى الآن جيدة جدا مقارنة مع النمو المسجل في 2010. الأرقام تحسن الصورة الاستثمارية.. وتعطي ثقة على مستوى السوق". وأضاف "ارتفاع الربحية وانخفاض مخاطر الاقتصاد السعودي وارتفاع مخاطر الأسواق بالخارج عوامل تعزز وضع السوق كخيار مثالي للاستثمار". فيما يرى هشام أبو جامع رئيس الاستثمار لدى مجموعة بخيت الاستثمارية أن النتائج على مستوى الربع الأخير لم تأت وفقا للتوقعات وأن تأثيرها سيكون محدودا لأن السوق استوعبت تلك النتائج بالفعل وأخذتها في الحسبان. وقال أبو جامع "معظم الشركات كانت أرباحها دون المستوى المطلوب (في الربع الأخير) وبالتالي من المتوقع أن نشهد هدوءا في السوق. لا أتوقع تغيرات كبيرة لأن النتائج جرى أخذها في الاعتبار بالفعل". ولفت أبو جامع إلى أن من المتوقع أن يكون هناك عمليات إعادة نظر في قطاع البتروكيماويات لاسيما وأن تصريحات المستثمرين غير مطمئنة وفي ظل وجود أزمة سياسية بالمنطقة. وكانت سابك أكبر شركة بتروكيماويات في العالم من حيث القيمة السوقية سجلت أرباحا أقل بكثير من توقعات المحللين إذ انخفض صافي ربح الشركة عشرة بالمئة في الربع الأخير إلى 5.24 مليار ريال مقارنة مع متوسط توقعات عند 7.1 مليار ريال. وقال محمد الماضي الرئيس التنفيذي لسابك إن عام 2012 سيكون صورة عكسية لعام 2011 وإن الأوضاع ستشهد مزيدا من التحسن في 2013 وبعده. لكن الماضي لفت إلى أنه بالرغم من انخفاض أرباح الربع الأخير فقد سجلت سابك نتائج قياسية في 2011 ووصف العام المنصرم بأنه الأفضل في تاريخ الشركة من حيث الإنتاج والمبيعات والأرباح. وقال العمري إن من منظور الأداء السنوي سجلت شركات البتروكيماويات المدرجة في البورصة نموا بنحو 25 بالمئة في الأرباح وهو ما اعتبره أمرا متميزا في ظل اضطراب الأوضاع الاقتصادية العالمية. واتفق المحللان على أن نتائج القطاع المصرفي جاءت متميزة إذ توقع أبو جامع أداء أفضل للقطاع في البورصة فيما قال العمري إن نتائج القطاع عكست عدم وجود مخاطر أو مخاوف مما يعزز الثقة بالقطاع وبالسوق بوجه عام. ولفت العمري إلى أن تلك النتائج ستعزز عودة السيولة الاستثمارية بالسوق متوقعا أن تتجاوز ثمانية مليارات ريال خلال الأسابيع المقبلة. وأضاف طوال السنوات الثلاث الماضية خرجت السيولة إلى الأسواق العالمية لكن مع المخاطر التي تحف الأسواق بالخارج ستكون السوق ضمن الخيارات المثالية للمتعاملين". وتابع "خلال 2011 بلغت التوزيعات أكثر من 45 مليار ريال. أي مستثمر ذكي لن يفرط في ذلك". وحول المستويات المستهدفة للمؤشر خلال الأسبوع المقبل قال العمري إن المؤشر صنع دعما قويا عند مستوى 6370 نقطة وإن من المتوقع أن يشهد خلال الأسبوع القادم عودة الاتجاه الصعودي وعودة السيولة لمستويات ثمانية مليارات ريال. ولم يستبعد العمري ظهور بعض عمليات جني أرباح كما توقع انخفاض نسبة المضاربة وتوجه السيولة نحو الأسهم القيادية بالسوق.