قررت دول الخليج العربية التي تقوم بوساطة من أجل انتقال منظم للسلطة في اليمن إيفاد وزير خارجية الامارات الى صنعاء في غضون أيام لكن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح رفض مجددا التخلي بسرعة عن السلطة. واستمرت اراقة الدماء وذكرت تقارير أن أربعة آخرين على الاقل من المحتجين المناهضين للحكومة قتلوا. وتعهد صالح بأنه سيظل صامدا ولن يقبل "مؤامرات أو انقلابات" يدبرها خصومه في أحدث تكرار للتحدي في مواجهة الاحتجاجات الحاشدة. وباءت بالفشل الى الآن محاولات حلفاء عرب وغربيين للتفاوض على انتقال منظم للسلطة مع الرئيس وبدأ صبر المعارضة ينفد مع اشتعال مزيد من أعمال العنف. وقال مسؤول يمني لرويترز ان وزير خارجية الامارات "عبد الله بن زايد سيصل الى صنعاء في غضون أيام لنقل وجهة نظر (دول) الخليج بعد أن يسمع الى وجهات نظر الحكومة والمعارضة." ويخشى حلفاء صنعاء الذين ساندوا صالح طويلا كحائط صد ضد جناح تنظيم القاعدة في اليمن أن يؤدي تصعيد الاشتباكات الى حالة من الفوضى قد تستغلها الجماعة المتشددة. وحذر صالح الذي تنتهي مدة ولايته الحالية في 2013 من حرب أهلية وتقسيم اليمن اذا أجبر على التنحي. وقال وزراء خارجية من دول الخليج وأوروبا اجتمعوا في أبوظبي انهم يشعرون بقلق بالغ من الوضع في اليمن وحثوا الطرفين على التوصل الى اتفاق من خلال الحوار. وقال الوزراء في بيان ان الجمود الحالي بين الاطراف المختلفة قد يؤدي بسرعة الى مواجهة وصراع أكثر خطورة. ونقلت وكالة أنباء سبأ عن صالح قوله "الذي يريد السلطة أو الوصول الى كرسي السلطة عليه أن يتجه الى صناديق الاقتراع." وأضاف "التغيير والرحيل يكون من خلال صناديق الاقتراع وفي اطار الشرعية الدستورية." وتعهد صالح بألا يرشح نفسه في الانتخابات القادمة عندما تنتهي مدة ولايته الحالية في 2013 وقال انه مستعد لنقل الصلاحيات "لايد أمينة" ولكنه يواجه موجة لم يسبق لها مثيل من الاحتجاجات الداعية لاستقالته على الفور. وقالت دول الخليج العربية التي تجري مشاورات داخلية بشأن الازمة في اليمن انها استمعت الان الى وجهات نظر كل من المعارضة والحكومة في اليمن بعد محادثات منفصلة. وقال الشيخ عبد الله بن زايد وزير خارجية الامارات في مؤتمر صحفي في أبو ظبي "استمعنا الى كافة الاطراف اليمنية سواء من الحزب الحاكم او المعارضة ونحن في دول مجلس التعاون في مرحلة تشاور حاليا لبحث الخطوة القادمة التي سيتخذها المجلس وستكون خلال الساعات القادمة" لكن لم يدل بمزيد من التفاصيل. وفي أحدث أعمال عنف في اليمن قال شهود ان مسلحا على دراجة نارية فتح النار على مخيم احتجاج مناهض للحكومة اليمنية فجر يوم الاربعاء مما أسفر عن مقتل شخص كان يحرس المحتجين. وقال عبد الحافظ محمد وهو أحد الحراس "الشبان كانوا يصلون الفجر وكان الحراس يتفقدون مشارف الميدان حين مرت دراجة نارية وفتحت النار عليهم." وقال أطباء ان ثلاثة محتجين اخرين توفوا أثناء الليل جراء جروح أصيبوا بها في اشتباكات في العاصمة صنعاء ليرتفع عدد الذين قتلتهم الشرطة التي فتحت النار على المحتجين في صنعاء وتعز يوم الثلاثاء الى ستة. وقتل أكثر من 123 محتجا في اشتباكات مع قوات الامن منذ خرج نشطاء الى الشوارع في يناير كانون الثاني. وفي صنعاء انتهت سلميا مظاهرة احتجاج مرت أمام عدة وزارات بينها وزارة الدفاع. كذلك انتهت مسيرة في الحديدة دون وقوع حوادث ولكن أطباء قالوا ان طالبة في مدرسة عليا أصيبت بالرصاص أمس الثلاثاء توفيت متأثرة بجروحها. وفي مدينة عدن الساحلية الجنوبية أطلق مسلحون الرصاص فقتلوا جنديا في احتجاج شارك فيه عدة مئات. وقال مصدر أمني ان الجندي قتل في اشتباكات مع محتجين ولكن النشطاء قالوا ان المسلحين لا يرتبطون بحركتهم وأصروا على أن المظاهرة كانت سلمية. وأفادت تقارير بأن اطلاق نار متقطع سمع في المدينة طوال اليوم. وتخشى الدول الغربية ودول عربية مجاورة من أن تؤدي مواجهة طويلة الى اندلاع اشتباكات بين وحدات عسكرية متناحرة في صنعاء وغيرها من المدن في البلاد التي فقد صالح السيطرة على عدة محافظات بها بالفعل.