في الوقت الذي اجتمع فيه زعماء المعارضة مع وزراء حارجية الخليج ذكرت (رويترز) عن أطباء يمنيين قولهم إن القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح أطلقت النار على مسيرة احتجاج في صنعاء يوم الاحد فأصيب ما لا يقل عن 22 شخصا بجروح الامر الذي يسلط الضوء على التوتر الذي تشهده البلاد في الوقت الذي اجتمع فيه زعماء المعارضة مع وسطاء من دول خليجية عربية. وذكر الاطباء أن زهاء 200 محتج اخرين تعرضوا للغاز المسيل للدموع خلال مصادمات اثناء مسيرة خارج المنطقة المعتادة للاحتجاجات في الشوارع القريبة من جامعة صنعاء مركز الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية المستمرة منذ ثلاثة اشهر. وقال رجل من المحتجين يدعى صبري محمد ان المسيرة كانت اقتربت من مركز التجارة في صنعاء عندما واجهت الشرطة المحتجين بالغاز المسيل للدموع وفجأة فتحت عليهم النار بكثافة من كل الجهات ، وأضاف أن حالة من الذعر دبت بين المحتجين وفر بعضهم الى الشوارع الجانبية. وحاولت دول غربية وأخرى خليجية عربية حليفة بلا طائل حتى الان التوسط في حل الازمة بخصوص نقل السلطة من صالح الذي يحكم اليمن منذ 32 عاما ويقول انه لا يريد تسليم السلطة الا الى (أيد أمينة). وقالت الوكالة أن المملكة العربية السعودية ودول أخرى تخشى أن يؤدي استمرار الازمة في اليمن وقتا طويلا الى اندلاع اشتباكات بين وحدات عسكرية متخاصمة فتحدث فوضى يمكن أن يستفيد منها جناح نشط لتنظيم القاعدة يعمل في اليمن. وقالت أن مئات من أفراد قوات الامن نشرت في أنحاء المنطقة القريبة من موقع المصادمات بشارع الجزائر في صنعاء على بعد نحو كيلومترين من منطقة الاحتجاجات. وكان بعض أفراد الامن راجلين بينما تمركز اخرون داخل مركبات مصفحة. ونقل المصابون على عجل الى المستشفى بسيارات اسعاف وسيارات خاصة بينما تناثرت عبوات الغاز المسيل للدموع في أرض الشارع. وذكر أحد قادة المسيرة للمحتجين من خلال مكبر للصوت أن عشرات المتظاهرين اعتقلوا بالقرب من مسجد مجاور. الا أن مصدرا في الجيش نفى قيام قوات من الحرس الجمهوري او الامن المركزي باطلاق باطلاق الرصاص او الغاز المسيل للدموع. ووردت تقارير أيضا عن مصادمات في ذمار جنوبي العاصمة مباشرة. وكان صالح قد حذر من حرب أهلية واحتمال انقسام البلاد اذا أجبر على ترك الحكم. وصالح مناور بارع في النجاة من المازق السياسية وكان قد وصف حكم اليمن بأنه (كالرقص على رؤوس الثعابين). وقتل اكثر من 116 محتجا في المصادمات مع قوات الامن منذ اواخر يناير كانون الثاني. وذكَّرت رويترز بعرض دول الخليج العربية الذي قدمته في وقت سابق من الشهر الجاري للتوسط بعد أن توقفت محادثات توسط فيها الغرب. واجتمع وفد من المعارضة اليمنية مع وزراء خارجية خليجيين في الرياض لطرح شروط المعارضة للدخول في محادثات رسمية. وكانت المعارضة التي يرأس وفدها وزير الخارجية السابق محمد باسندوه قد رفضت اقتراحا طرحه وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الاسبوع الماضي قائلة انها تريد خروج صالح من السلطة في غضون أسبوعين وان الخطة الخليجية لا تتضمن جدولا زمنيا سريعا وواضحا لانتقال السلطة. ولم يثمر اجتماع الرياض فيما يبدو أي انفراجة كبيرة لكن بيانا صادرا عن مجلس التعاون الخليجي أفاد بأن المعارضة اليمنية وافقت على مواصلة المناقشات مع دول الخليج. وسيجتمع الوزراء الخليجيون أيضا بشكل منفصل مع ممثلين ينوبون عن صالح. وقال باسندوه ان المعارضة كانت قد وافقت على اللقاء بناء على دعوة من وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل وبشرط عدم حضور أي ممثل لصالح. وقالت المعارضة ان تنحي صالح غير قابل للتفاوض لكن امورا اخرى حساسة مثل منحه الحصانة من المحاكمة لن تكون عقبة تمنع التوصل لاتفاق. وقال سلطان العطواني وهو عضو في وفد المعارضة اليمني انهم لا يسعون لاحالة الرئيس للمحاكمة مضيفا أن هذه القضية ليست مطروحة على الطاولة. واوضح ان الرئيس اليمني سيطلب ضمانات وان مجلس التعاون الخليجي سيحدد طبيعة الضمانات اللازمة لتنحي الرئيس. واضاف انهم يريدون منه التنحي على ان تكون له حرية البقاء في اليمن او الرحيل منه. كان صالح رحب بالخطة الخليجية التي تضمنت على ما يبدو وعدا بمنحه حصانة من المحاكمة. وقبل صالح اطار المحادثات الخليجية في اليوم التالي. وبعد أن عرض صالح في بداية الامر أن يترك الحكم عقب انتهاء فترة ولايته الحالية في عام 2013 قال في وقت لاحق انه سيتنحى بعد انتخابات ربما تجرى هذا العام. وحتى قبل اندلاع الاحتجاجات التي استلهمت الاطاحة برئيسي مصر وتونس كان صالح يكافح لاخماد حركة انفصالية في الجنوب وتعزيز هدنة مع المتمردين الحوثيين في الشمال.