قال أطباء ان القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح أطلقت النار على مسيرة احتجاج في صنعاء , الأحد 17 أبريل 2011 , فأصيب ما لا يقل عن 10 أشخاص بجروح الأمر الذي يسلط الضوء على التوتر الذي تشهده البلاد مع استعداد زعماء المعارضة لمقابلة وسطاء من دول خليجية عربية. وذكر الأطباء أن زهاء 200 محتج آخرين تعرضوا للغاز المسيل للدموع خلال مسيرة خارج المنطقة المعتادة للاحتجاجات في الشوارع القريبة من جامعة صنعاء حيث مركز الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية المستمرة منذ ثلاثة اشهر. وقال رجل من المحتجين يدعى صبري محمد ان المسيرة كانت اقتربت من مركز التجارة في صنعاء عندما واجهت الشرطة المحتجين بالغاز المسيل للدموع وفجأة فتحت عليهم النار بكثافة من كل الجهات.وأضاف أن حالة من الذعر دبت بين المحتجين وفر بعضهم الى الشوارع الجانبية. وحاولت دول غربية وأخرى خليجية عربية حليفة بلا طائل حتى الان التوسط في حل الازمة بخصوص نقل السلطة من صالح الذي يحكم اليمن منذ 32 عاما ويقول انه لا يريد تسليم السلطة الا الى "أيد أمينة". وتخشى السعودية وحلفاء آخرون غربيون لليمن أن يؤدي استمرار الازمة وقتا طويلا الى اندلاع اشتباكات بين وحدات عسكرية متخاصمة فتحدث فوضى يمكن أن يستفيد منها جناح نشط لتنظيم القاعدة يعمل في اليمن. ونشر مئات من أفراد قوات الامن في أنحاء المنطقة القريبة من موقع المصادمات بشارع الجزائر في صنعاء على بعد نحو كيلومترين من منطقة الاحتجاجات. وكان بعض أفراد الامن راجلين بينما تمركز اخرون داخل مركبات مصفحة. ونقل المصابون على عجل الى المستشفى بسيارات اسعاف وسيارات خاصة بينما تناثرت عبوات الغاز المسيل للدموع في أرض الشارع. وذكر أحد قادة المسيرة للمحتجين من خلال مكبر للصوت أن عشرات المتظاهرين اعتقلوا بالقرب من مسجد مجاور. ووردت تقارير أيضا عن مصادمات في ذمار جنوبي العاصمة مباشرة . وكان صالح قد خذر من حرب أهلية واحتمال انقسام البلاد اذا أجبر على ترك الحكم. وصالح مناور بارع في النجاة من المآزق السياسية وكان قد وصف حكم اليمن بأنه "كالرقص على رؤوس الثعابين". وتدخلت دول الخليج في وقت سابق من الشهر الجاري بتقديم عرض للتوسط بعد أن توقفت محادثات توسط فيها الغرب. ويتوقع أن يلتقي وفد من المعارضة اليمنية بوزراء خليجيين للخارجية في الرياض قريبا لطرح شروط المعارضة للدخول في محادثات نهائية. وكانت المعارضة التي يرأس وفدها وزير الخارجية السابق محمد باسندوه قد رفضت اقتراحا طرحه وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الاسبوع الماضي قائلة انها تريد خروج صالح من السلطة في غضون أسبوعين وان الخطة الخليجية لا تتضمن جدولا زمنيا سريعا وواضحا لانتقال السلطة. وأبلغ باسندوه رويترز بأن المعارضة وافقت على اللقاء بناء على دعوة من وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل وبشرط عدم حضور أي ممثل لصالح. وقال باسندوه ان تنحي صالح غير قابل للتفاوض. واعرب عن أمل المعارضة في أن يدعم من وصفهم بالاصدقاء الامريكيين والاوروبيين وكذلك الاشقاء في الخليج هذه المبادرة لانه لا يوجد أي حل اخر سوى رحيل صالح. ورحب صالح بالخطة الخليجية التي تضمنت على ما يبدو وعدا بمنحه حصانة مم المحاكمة وهي قضية كانت عقبة اعترضت سبيل محادثات سابقة توقفت. وقبل صالح اطار المحادثات الخليجية في اليوم التالي. وتريد المعارضة أن يظل خيار محاكمته مفتوحا لكنها أشارت الى أن هذه القضية وحدها لن تحبط المحادثات. وبعد أن عرض صالح في بداية الامر أن يترك الحكم عقب انتهاء فترة ولايته الحالية في عام 2013 قال في وقت لاحق انه سيتنحى بعد انتخابات ربما تجرى هذا العام. وحتى قبل اندلاع الاحتجاجات التي استلهمت الاطاحة برئيسي مصر وتونس كان صالح يكافح لاخماد حركة انفصالية في الجنوب وتعزيز هدنة مع المتمردين الحوثيين في الشمال. وساد غضب في الشارع بعد أن نعت صالح المعارضين بأنهم كاذبون وقطاع طرق يوم السبت. كما لعب صالح على وتر الحساسية الدينية في البلد المسلم المحافظ منتقدا الاختلاط بين الرجال والنساء خلال الاحتجاجات في صنعاء. وخرج مئات الالاف من المحتجين في مظاهرات مناهضة لصالح يوم الجمعة في صنعاء وعدن وتعز. وأصدر رجال دين وزعماء قبائل كانوا يدعمون صالح في الماضي بيانا يدعو الى تنحيه فورا واقالة أقاربه من الجيش وقوات الامن.