قال شهود إن الشرطة ومسلحين في زي مدني فتحوا النار على متظاهرين في مدينتي تعز والحديدة بينما تكتسب جهود المعارضة للاطاحة بالرئيس اليمني على عبد الله صالح مزيدا من القوة. ففي تعز جنوبي العاصمة صنعاء قالت مصادر طبية إن الشرطة أطلقت النار على محتجين كانوا يحاولون اقتحام مبنى المحافظة مما اسفر عن مقتل 15 شخصا على الأقل واصابة 30 اخرين. وقال عضو البرلمان محمد مقبل الحميري إن النظام فاجأهم بهذا القدر من اعمال القتل وإنه يعتقد ان الناس لن يفعلوا شيئا سوى الخروج بصدور عارية لتجريد الحكومة من كل ذخيرتها. واظهرت صور بثها التلفزيون عددا من ضحايا غاز مسيل للدموع على ما يبدو تمددوا متراصين دون حراك ويقوم مسعفون بعلاجهم على أرض مستشفى مؤقت في تعز. وفي مدينة الحديدة الساحلية على البحر الاحمر قالت مصادر طبية إن الشرطة ومسلحين في زي مدني أطلقوا الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع على مئات من المتظاهرين كانوا يسيرون في مسيرة باتجاه القصر الرئاسي. وتعرض ثلاثة أشخاص لاصابات بطلقات نارية بينما تعرض 30 لطعنات بمدي وعاني 270 اخرون من استنشاق الغاز المسيل للدموع. وفي وقت لاحق قال أطباء ان ستة متظاهرين على الاقل قتلوا بالرصاص واصيب كثيرون بجروح اثناء الاجتماعات الحاشدة في المساء وان عدد القتلى سيرتفع على الارجح. وفي واشنطن وصفت وزارة الخارجية الامريكية أحدث أعمال عنف في اليمن بأنها "مروعة". وحث ائتلاف المعارضة في اليمن في بيان الاممالمتحدة ومنظمات حقوق الانسان والهيئات الدولية الاخرى على "سرعة التدخل لمنع الرئيس صالح وانصاره من اراقة مزيد من الدماء." وأظهر الرئيس اليمني تحديا في كل مرة تصعد فيها المعارضة تحركاتها. وقال صالح لمئات من رجال القبائل الذي هتفوا رافضين التنازلات إنه سيرد على ثقتهم به بالصمود "كالجبال" وأنه سيظل وفيا للشعب الذي ظل وفيا " للشرعية الدستورية". وكان صالح قال إنه لن يسعى للترشح لفترة رئاسية جديدة في انتخابات 2013 وإنه قد يتنحى في أعقاب انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة في غضون عام. وأمس الاحد دعا المعارضة لانهاء الاحتجاجات والمساعدة في انجاح المحادثات. ومن بين الاقتراحات التي تقدمت بها المعارضة إعادة هيكلة الجيش وقوات الامن على يد نائب رئيس يقوم بأعمال الرئيس مؤقتا قبيل إصلاحات سياسية وانتخابات. ويرى الحزب الحاكم أن من الضروري أن يبقى صالح في منصبه للاشراف على التغيرات. وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد السالم الصباح ان دولا عربية خليجية دعت الحكومة اليمنية وممثلين للمعارضة لاجراء محادثات في الرياض في محاولة لانهاء الازمة لكن لم يتحدد موعد بعد. وتنبأ محللون ودبلوماسيون بمزيد من الضغط الغربي غير المعلن على صالح لانهاء الازمة. وقال شادي حميد المحلل في مركز بروكينجز الدوحة في قطر "الخطوة التالية ستكون طرح إغاثة اليمن على مائدة البحث والقول إن هناك عواقب وخيمة في حال واصل صالح استخدام العنف ضد شعبه." ولم تصدر ادارة اوباما بيانا علنيا حتى الان تحث فيه صالح على التنحي. وكانت دعوات كهذه اساسية في إنهاء حكم الرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك. وقالت مصادر وثيقة الصلة بالمحادثات إن واشنطن منحت صالح مهلة الاسبوع الماضي للموافقة على صفقة توسط فيها سفير الولاياتالمتحدة في صنعاء لضمان مخرج سلمي وانتقال للسلطة والا ستدعو علنا لتنحيه. وتقول مصادر بالمعارضة إن المحادثات توقفت لأن صالح يراوغ ليضمن ألا يواجه هو واسرته المحاكمة بتهم الفساد التي اثارتها المعارضة. وقال دبلوماسي في صنعاء إن التركيز الان لا يزال على المحادثات وإن الدعوات العلنية للتنحي والتي جاءت حتى الان من فرنسا لا تزال سابقة لأوانها. واضاف الدبلوماسي "الامر يتوقف على التطورات في الايام القادمة وهذا أحد الخيارات لدى كل العواصم." وقال "في الوقت الحالي تعمل الاطراف الدبلوماسية من وراء الكواليس للوصول الى اتفاق حول انتقال سياسي بين الاحزاب اليمنية. باقي الخيارات محفوظة حاليا في الادراج." واضاف في حال دعت واشنطن صالح للرحيل "لست متاكدا أنه سينصاع على الفور." ويعتصم الآلاف حول جامعة صنعاء منذ أوائل فبراير شباط لكن خلال الاسبوعين المنصرمين بدأ صالح يحشد الآلاف من مؤيديه في الشوارع. ودفع صمود صالح على ما يبدو في موقعه الى خروج مظاهرات جديدة واحدة منها في منتصف الليل. ونظم متظاهرون مسيرة الساعة الثانية صباحا صوب القصر الرئاسي في الحديدة احتجاجا على حملة أمنية قمعية استهدفت التجمعات في تعز أمس الاحد وقال أطباء إنها أسفرت عن مقتل اثنين وإصابة المئات.