اكدت المعارضة اليمنية في اجتماعها مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ليلة الاحد على الاثنين 18 ابريل/نيسان في الرياض تمسكها بالمبادرة الخليجية لحل الازمة في اليمن في صيغتها الاولى مع التمسك بتنحي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. كما تقرر عقد جولة حوار بين دول المجلس والحكومة اليمنية. وجاء في بيان عقب الاجتماع ان وفد ممثلي المعارضة اليمنية المنضوية تحت لواء اللقاء المشترك "اعرب عن تمسكه بالمبادرة الصادرة في 3 من ابريل الجاري". واشار البيان الى انه "تم الاتفاق على ان يستمر الحوار والتشاور مستقبلا وسوف تكون هناك ايضا جولة اخرى من الحوار والتشاور بين دول مجلس التعاون والحكومة اليمنية" دون تحديد موعد لها.
وقال القيادي في المعارضة اليمنية سلمان العتواني للصحافيين في اعقاب الاجتماع "نحن مع المبادرة الخليجية الصادرة في الثالث من نيسان/ابريل ونرفض الفقرة التي صدرت في البيان الختامي لوزراء خارجية مجلس التعاون في 10 نيسان/ابريل التي تشير الى نقل سلطات الرئيس، ونحن نطالب بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح".
وقد اجتمع قادة المعارضة اليمنية بوزراء خارجية دول الخليج العربية في السعودية يوم الأحد لطرح شروطهم قبل خوض محادثات رسمية بشأن تنحي الرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة. وفي تطورات متزامنة مع االمباحثات، قامت قوات يمنية باطلاق النار على مسيرة احتجاج في صنعاء واصابة 22.
وقال أطباء إن القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح أطلقت النار على مسيرة احتجاج في صنعاء يوم الاحد فأصيب ما لا يقل عن 22 شخصا بجروح الامر الذي يسلط الضوء على التوتر الذي تشهده البلاد في الوقت الذي اجتمع فيه زعماء المعارضة مع وسطاء من دول خليجية عربية.
وذكر الاطباء أن زهاء 200 محتج اخرين تعرضوا للغاز المسيل للدموع خلال مصادمات اثناء مسيرة خارج المنطقة المعتادة للاحتجاجات في الشوارع القريبة من جامعة صنعاء مركز الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية المستمرة منذ ثلاثة اشهر.
وقال رجل من المحتجين يدعى صبري محمد ان المسيرة كانت اقتربت من مركز التجارة في صنعاء عندما واجهت الشرطة المحتجين بالغاز المسيل للدموع وفجأة فتحت عليهم النار بكثافة من كل الجهات.
وأضاف أن حالة من الذعر دبت بين المحتجين وفر بعضهم الى الشوارع الجانبية.
وحاولت دول غربية وأخرى خليجية عربية حليفة بلا طائل حتى الان التوسط في حل الازمة بخصوص نقل السلطة من صالح الذي يحكم اليمن منذ 32 عاما ويقول انه لا يريد تسليم السلطة الا الى "أيد أمينة".
وتخشى السعودية وحلفاء اخرون غربيون لليمن أن يؤدي استمرار الازمة وقتا طويلا الى اندلاع اشتباكات بين وحدات عسكرية متخاصمة فتحدث فوضى يمكن أن يستفيد منها جناح نشط لتنظيم القاعدة يعمل في اليمن.
ونشر مئات من أفراد قوات الامن في أنحاء المنطقة القريبة من موقع المصادمات بشارع الجزائر في صنعاء على بعد نحو كيلومترين من منطقة الاحتجاجات. وكان بعض أفراد الامن راجلين بينما تمركز اخرون داخل مركبات مصفحة.
ونقل المصابون على عجل الى المستشفى بسيارات اسعاف وسيارات خاصة بينما تناثرت عبوات الغاز المسيل للدموع في أرض الشارع. وذكر أحد قادة المسيرة للمحتجين من خلال مكبر للصوت أن عشرات المتظاهرين اعتقلوا بالقرب من مسجد مجاور.
الا أن مصدرا في الجيش نفى قيام قوات من الحرس الجمهوري او الامن المركزي باطلاق باطلاق الرصاص او الغاز المسيل للدموع ووردت تقارير أيضا عن مصادمات في ذمار جنوبي العاصمة مباشرة.
وكان صالح قد حذر من حرب أهلية واحتمال انقسام البلاد اذا أجبر على ترك الحكم. وصالح مناور بارع في النجاة من المازق السياسية وكان قد وصف حكم اليمن بأنه "كالرقص على رؤوس الثعابين".
وقتل اكثر من 116 محتجا في المصادمات مع قوات الامن منذ اواخر يناير كانون الثاني.
وتدخلت دول الخليج العربية في وقت سابق من الشهر الجاري بتقديم عرض للتوسط بعد أن توقفت محادثات توسط فيها الغرب. واجتمع وفد من المعارضة اليمنية مع وزراء خارجية خليجيين في الرياض لطرح شروط المعارضة للدخول في محادثات رسمية.
وكانت المعارضة التي يرأس وفدها وزير الخارجية السابق محمد باسندوه قد رفضت اقتراحا طرحه وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الاسبوع الماضي قائلة انها تريد خروج صالح من السلطة في غضون أسبوعين وان الخطة الخليجية لا تتضمن جدولا زمنيا سريعا وواضحا لانتقال السلطة.
واشار بيان صادر عن مجلس التعاون الخليجي بأن المعارضة اليمنية وافقت على مواصلة المناقشات مع دول الخليج. وسيجتمع الوزراء الخليجيون أيضا بشكل منفصل مع ممثلين ينوبون عن صالح.
وقال باسندوه ان المعارضة كانت قد وافقت على اللقاء بناء على دعوة من وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل وبشرط عدم حضور أي ممثل لصالح.
وقالت المعارضة ان تنحي صالح غير قابل للتفاوض لكن امورا اخرى حساسة مثل منحه الحصانة من المحاكمة لن تكون عقبة تمنع التوصل لاتفاق.
وقال سلطان العطواني وهو عضو في وفد المعارضة اليمني انهم لا يسعون لاحالة الرئيس للمحاكمة مضيفا أن هذه القضية ليست مطروحة على الطاولة. واوضح ان الرئيس اليمني سيطلب ضمانات وان مجلس التعاون الخليجي سيحدد طبيعة الضمانات اللازمة لتنحي الرئيس وضاف انهم يريدون منه التنحي على ان تكون له حرية البقاء في اليمن او الرحيل منه.
و يحاول وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي اعادة اطلاق خطتهم للخروج من الازمة في اليمن في الوقت الذي تأمل فيه المعارضة اليمنية الحصول على ايضاحات عن وساطة مجلس التعاون بشأن تنحي الرئيس علي عبدالله صالح.
وقال ياسين سعيد نعمان الرئيس الدوري للقاء المشترك، وهو تحالف احزاب المعارضة البرلمانية "سنلتقي في الرياض بوزراء خارجية مجلس التعاون لطلب الايضاح حول مبادرتهم في ما يتعلق بتنحي الرئيس" صالح.
واضاف ان وفد المعارضة يقوده محمد سالم باسندوة وزير الخارجية السابق ويضم ايضا عبد الوهاب الانسي من حركة الاصلاح.
واللقاء المشترك الذي يدعم حركة الاحتجاج التي اطلقت في نهاية شهر يناير/كانون الثاني الماضي للمطالبة بتنحي الرئيس صالح الحاكم منذ 32 سنة، يصر على هذا المطلب ويعتبره شرطا لاي تسوية سياسية ، في حين ان الاقتراح الاخير لمجلس التعاون الخليجي ينص على ان ينقل صالح صلاحياته الى نائبه.
وفي محاولة لتقريب موقف الجانبين اجرى دبلوماسيون امريكيون واوروبيون اتصالات مع اللقاء المشترك في الايام الاخيرة في صنعاء، اذ تريد المعارضة أن يرحل صالح في غضون أسابيع، وأن يظل خيار محاكمته متاحا، وكانت قد رفضت اقتراحا طرحه وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الأسبوع الماضي، لأنه يوفر فيما يبدو حصانة لصالح من المحاكمة.
بينما رحب صالح من جهته بالخطة التي أشارت إلى تنحيه دون وضع جدول زمني، وبعد أن عرض في البداية أن يترك الحكم بعد أن تنتهي فترة ولايته الحالية في 2013 قال انه سيتنحى بعد إجراء انتخابات ربما هذا العام.
وكان صالح الذي وصف حكم اليمن بأنه "كالرقص على رؤوس الثعابين" قد حذر من نشوب حرب أهلية وتقسيم البلاد إذا أجبر على التنحي، وأكد اعتزامه تسليم السلطة لما وصفها "بأيد أمينة". قناة روسيا اليوم- رويترز