لأن الصوديوم يتسبب في احتجاز الماء بالجسم الأشخاص الذين يعانون قصوراً بالقلب ويتناولون أطعمة غنية بالملح من الأرجح أن يعانوا مشاكل صحية كبيرة تنتهي بهم في المستشفى كما تحذر دراسة حديثة. ويقول كاتب الدراسة د. غاري نيوتن بمستشفى جبل سيناء بأونتاريو أن تناول الكثير من الملح يمثل خطورة كبيرة على مرضى قصور القلب حتى من استقرت حالتهم بتناولهم المنتظم للعلاج. تقول الدراسة إن الأشخاص الذين يتناولون الملح بمعدل 3.8 غرام من الصوديوم كل يوم (ما يوازي ملعقتي شاي ملح وهو المقدار الذي أوصت به جمعية القلب الأمريكية للأشخاص الأصحاء) يواجهون بشكل مضاعف خطر الإصابة بقصور وهبوط القلب في خلال ثلاثة سنوات إذا ما قورنوا بأشخاص يتناولون كميات أقل من الملح. وعادة ما ينصح خبراء الصحة بتقليل الملح في الطعام بشكل عام، إلا أن الدليل العلمي الذي يؤيد تلك التوصية خاصة لمرضى قصور القلب لا يزال ضعيفا وغير كاف كما يقول الكاتب. وتوصي جمعية القلب الأمريكية الأشخاص الأصحاء بتناول ما لا يزيد عن 1.5 غرام من الصوديوم كل يوم إلا أن متوسط ما يتناوله الأمريكيون من ملح في طعامهم يقارب 3.5 غرام كل يوم. وتتمثل خطورة الصوديوم مع حالات قصور القلب في أنه يتسبب في احتجاز الماء بالجسم وهي المشكلة التي يعاني منها مرضى قصور القلب والتي تتسبب في تكون السوائل بالرئتين والبطن والكاحل كما تخبرنا ماري كنودسون مؤلفة كتاب "كيف تتعايش مع مرض قصور القلب". لهذا يتناول مرضي قصور القلب العقارات المدرة للبول لتساعدهم على التخلص من السوائل والصوديوم الزائد بالجسم كما يتم نصحهم بتقليل الملح في طعامهم. ولدراسة تأثير الملح الزائد في الطعام على حالات قصور القلب قام د. نيوتن وفريق البحث بمتابعة حالة 123 شخصا مصابين بقصور القلب إلا أن حالتهم مستقرة. وقد وجد نيوتن أن نسبة قليلة من حالات قصور القلب تموت كل عام بينما الكثيرين ممن ينتظمون في تناول العلاج يتعايشون مع المشكلة إلى أن تزداد حدتها. من بين الأشخاص الذين يعانون قصوراً بالقلب ويتناولون الكثير من الصوديوم بمتوسط 3.8 غرام باليوم حوالي 50% منهم أُرسلوا للمستشفى في خلال ثلاث سنوات تقريباً. على العكس حوالي 12 إلى 15% من الأشخاص الذين يتناولون القليل من الملح في طعامهم دخلوا المستشفى في نفس الفترة. كما أن الأشخاص الذين كانوا يتناولون الكثير من الملح سجلوا ثلاثة مرات أعلى من غيرهم من أفراد العينة في مخاطر الموت أثناء فترة الدراسة. قد يكون من الصعب إثبات الأثر المباشر للملح علي زيادة معدلات الوفاة بين مرضى قصور القلب ولكن حقيقة أن الملح له تأثير سلبي علي نظام الأوعية الدموية بالقلب يجعلنا نحذر الأشخاص الذين يعانون قصوراً بالقلب من تناول الكثير من الملح في طعامهم. لمحدودية هذه الدراسة قد لا نستطيع تحديد المقدار المقبول من الملح في استهلاك كل شخص. لهذا من الأمن أن نقلل الملح قدر الإمكان في طعامنا. وقد لا يحتاج المرء تناول طعام عادم لا مذاق للملح فيه ولكن أقل ما يجب أن يتحسب منه مريض قصور القلب هو اللحوم المصنعة التي يدخل في تصنيعها الكثير من الصوديوم وكذلك كثير من الأطعمة الجاهزة والمعلبات.