شجرة الخزم من الأشجار النادرة التي عرفها الإنسان منذ القدم، لها قيمة جمالية وطبية، فضلًا عن قيمتها التجارية، ويستخرج من ساقها سائل أحمر يستخدم في تقنيات طبية وصناعية متقدمة.. وتقوم شجرة الخزم على ساق يرتفع قرابة 3 أمتار يتفرع في اعلاه عدد من الفسائل تشبه إلى حد ما شجرة «الدوم»، وجذورها تتعمق وتذهب بعيدًا، ولها أزهار بيضاء جميلة ولها بذور يمكن زراعتها. وعن هذه الشجرة يقول الدكتور احمد قشاش الباحث في علم النباتات ان شجرة الخزم من الأشجار القديمة والنادرة وتعرف بشجرة الاخوين أو ما يسمى «دم الاخوين»، وهي تنبت في سلسلة جبال السروات من اليمن إلى غرب جبال الحجاز وحتى جبال رضوى والمدينةالمنورة ورايتها في جزيرة يمنية ببحر العرب تسمى «سقطرة»، اشتهرت تلك الجزيرة بانتاج البخوريات وعصارة دم الاخوين المستخرجة من ساق الشجرة بعد جرحها. وسميت عصارة دم الاخوين نسبة إلى لون العصارة المستخرجة التي تشبه الدم. وهو سائل احمر يتجمد مع مرور الوقت ويميل إلى اللون البني تستخدم هذه العصارة في تعقيم الجروح وعلاج قرحة اللثة وتفيد في ايقاف النزيف كما أن له استخدامات تجارية فتستخدم في تلوين وتزيين مداخل المنازل وصبغ الملابس وتدخل في صناعة الورنيش لتلميع الاواني الفخارية وتستخدم كمادة ضمغية لالصاق بعض المواد، كما تستخدم هذه العصارة في تقنيات صناعية متقدمة جدا تدخل في صناعة الادوية والمعاجين وصناعة الماء الثقيل والمفاعلات النووية وصناعة الاحبار والالوان. واستخدمت قديما في الكتابة على الصخور فيبقى زمنا طويلا واغلب النقوش الحيوانات الحمراء الموجودة في جبال شدا الاعلى والاسفل بالباحة ملونة بدم الاخوين أو مادة الهيماتيت ويعود تقديرها عمر الرسومات إلى قرابة عشرة الاف سنة قبل الميلاد والتي تؤرخ قدم وعمر هذا النوع من الأشجار. ويقول قشاش: هناك اسواق كانت معروفة قديما بالمدينةالمنورة تسمى باسواق الخزامين نسبة إلى شجرة الخزم فكانوا ياخذون أوراق الشجرة ويضربونها بالعصي أو تخمر تحت الارض حتى تتحلل مادتها الخضراء وتبقى اليافها وتصنع منها الحبال وهو من اجود انواع الحبال. وهناك بعض جبال المدينةالمنورة التي يكثر بها شجرة الخزم اوقفت لبئر زمزم حتى يصنع من اوراقها حبال لاستخراج المياه من بئر زمزم. واضاف قشاش: يصنع من جذع الشجرة افضل انواع خلايا النحل الامر الذي ساهم في انقراض الشجرة وذلك أن النحالين يفضلونها على باقي الأشجار. واكثر اسباب تلفها في المنطقة الجنوبية مهاجمة القرود لها خاصة في مواسم الجفاف فتعمد القرود مهاجمتها وتقوم بقشر اللحاء وأكل «الجمار» من داخل الجذع. ومن هنا أدعو المهتمين في القطاع السياحي والزراعي إلى الاهتمام بهذه الشجرة القديمة والنادرة وحمايتها من الانقراض.