ينظر مجلس الشورى في مقترح لتخفيض سن التقاعد والدوام الجزئي للمعلمات وفكرة المعلم المساعد، وذلك من خلال إجراء دراسة علمية محايدة بمشاركة عدد من الجهات ذات الاختصاص وصاحبة العلاقة التي قد يكون لها رأي علمي «عملي « مخالف، وشارفت الجهة المكلفة بدراسة المشروع المقترح المقدم من قبل نائب رئيس لجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي د. أحمد بن سعد آل مفرح حول نظام مزاولة مهنة التعليم الذي أجرينا معه في « الرياض» حواراً شاملاً أكد فيه تفاعل وزاراتي التعليم العالي والتربية والتعليم والجهات الحكومية مع قرارات المجلس التي قال إنها تدعم وتساند الوزارات في مطالباتها ، مستشهداً بتفاعل وزارة التعليم العالي مع قرار المجلس ترشيد الابتعاث لمرحلة البكالوريوس وتوقع تفاعلها مع توصية لوضع خطة شاملة لاستيعاب خريجي برنامج خادم الحرمين للابتعاث وخريجي الجامعات السعودية الحكومية والأهلية . ودعا د . آل مفرح إلى منح المعلمين خدمات صحية مميزة مؤكداً أن مجلس الشورى يناقش باستمرار شؤون المعلمين، وأكد أن نظاماً خاصاً بمزاولة مهنة التعليم قد شارف على الانتهاء ليتم مناقشته تحت قبة الشورى، وحذر من الفهم الخاطئ الذي عند البعض بأن النظام وضع لإبعاد المعلمين وقال إنه يسعى لاستصلاح من لديهم إخفاق مهني أو تأهيلي من المعلمين والمعلمات، و إيجاد جمعية مهنية للمعلمين ترعاهم وتحمي حقوقهم . وأجمل آل مفرح التحديات التي تواجه المبتعثين السعوديين في الخارج بعائق اللغة التي أعتبرها أبرز الصعوبات التي تواجه الطلاب وقال آل مفرح الذي كان ضمن وفد رسمي زار بريطانيا وايرلندا مؤخراً للتعرف على أحوال المبتعثين : « طالبنا الجامعات بتذليل الصعوبات أمام المبتعثين والمبتعثات في المملكة المتحدة ومطالبة الحكومة بإعادة النظر في قانون منح التأشيرة الذي أقرته وزارة الداخلية البريطانية مؤخراً والذي يسبب تعطيل المبتعثين عن إكمال مشوارهم العلمي الذي بعثوا من أجله كما يستنزفهم اقتصادياً . وكشف آل مفرح في حواره عن دراسة لجنة الشؤون التعليمة مشكلة الحضانة التي تواجه المبتعثات وأشار إلى أن اللجنة بصدد توصية للدعم المالي الحكومي للطالبات المبتعثات للأطفال دون سن الثالثة ، وقال في شأن العوائق التي تواجه وزارة التعليم العالي : «هناك عوائق تشغيلية قد تؤثر على سرعة إنجاز المشروعات والبرامج في الوقت المطلوب كما تواجه مشكلة استقطاب بعض الكوادر المؤهلة والمتخصصة من الخارج في ظل تقادم لائحة توظيف غيرالسعوديين وقلة إعداد السعوديين في الداخل لحين عودة المبتعثين .وهذا نص الحوار . تجاوب جيد * كيف تقيمون استجابة وزارة التربية وكذلك التعليم العالي لتوصيات المجلس وحبذا لو تدللون على ذلك .؟ نحن نثمن تواصل المسؤولين في الوزارتين مع اللجنة وسرعة تجاوبهم مع ما يطرح في المجلس ومع ما يتخذ من توصيات وقرارات ، ولابد من معرفة أن بعض قرارات المجلس تدعم و تساند الوزارات والجهات الحكومية في مطالبتها سواء كانت مالية أو إدارية أو فنية ويتم التعامل من قبلهم مع هذه القرارات بشكل جدي وينعكس إيجابياً عليها، فمثلا قرر المجلس ترشيد الابتعاث لمرحلة البكالوريوس من خلال توصية اللجنة في هذا الخصوص وقد تفاعلت معه وزارة التعليم العالي وحدت من الابتعاث لمرحلة البكالوريوس في السنة الرابعة وكذا في السنة الخامسة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، كما أن هناك توصية حول وضع خطة شاملة لاستيعاب خريجي برنامج خادم الحرمين للابتعاث وكذا خريجي الجامعات الحكومية والأهلية ، وأتوقع أن تتعامل الوزارة والوزارات المعنية مع مثل هذا القرار بالإيجاب نظرا لأهميته. ابرز الصعوبات * ماهي أبرز المعوقات والصعوبات التي تواجه التعليم العالي وهل اتضحت لكم الصورة للتوصيات التي يمكن أن تعالج أداء الوزارة ؟ ذكرت الوزارة بتجرد أنه ليس لديها عوائق مالية، وأعتقد أن الوزارة بذلك الاعتراف تقدم شكرا لخام الحرمين الشريفين و للحكومة الرشيدة على دعمها اللامحدود للتعليم العالي ، وفي الواقع المعاش أظن أنه ليس لدى الوزارة عوائق مالية تحول دون تنفيذ مشروعاتها أو برامجها، وهذا بفضل الدعم الكبير الذي يلقاه التعليم من حكومتنا الرشيدة ، لكن هناك عوائق تشغيلية قد تؤثر على سرعة انجاز المشروعات و البرامج بالشكل المطلوب مثل مشكلة استقطاب بعض الكوادرالمؤهلة والمتخصصة من الخارج، في ظل تقادم لائحة توظيف غيرالسعوديين، وقلة إعداد السعوديين في الداخل لحين عودة المبتعثين من الخارج. و تواجه الوزارة إشكالات تنفيذ المشروعات من قبل الشركات والمؤسسات التشغيلية نظرا لكبر حجم المشروعات وضعف تلك الشركات كما تواجه حجم المدخلات وأعداد الطلاب والطالبات والتعامل مع هذا العدد في ظل التحدي في نقص الكوادر البشرية المؤهلة للتدريس في التخصصات الحديثة والمنتشرة في الجامعات الأربع والعشرين، ومع أن حزمة الحوافز التي أقرت مؤخرا كان لها –بعد الله- دور بارز في الحراك الذي تشهده وزارة التعليم العالي، غير أن اللجنة ترى أن هذه العوائق لابد وأن تذلل مهما كان حجمها، والوزارة كما أفاد مسؤولوها تدرك تلك الإشكالات وتعمل على تخطيها . ترشيد الابتعاث * الابتعاث الخارجي كان محور حديث طويل لبعض الأعضاء أثناء مناقشة تقاريرأداء وزارة التعليم العالي بل برزت توصيات تطالب بوقفه وإعادة النظر فيه فهل أبدت اللجنة أي تحرك في هذا الشأن وهل هناك دراسة وأرقام تبين الأثر السلبي لفتح الابتعاث خاصة لخريجي الثانوية ثم أليس هناك تضارب في التوجه الداخلي للتوسع في فتح الجامعات والابتعاث ..؟ بالفعل طالب المجلس بترشيد الابتعاث لطلاب المرحلة الثانوية، وقد تجاوبت الوزارة مع ذلك فتم قصرالابتعاث في المرحلة الخامسة على حاملي البكالوريوس ونحو 15% فقط لخريجي الثانوي في تخصصات الطبية ، والمجلس طالب بذلك لأسباب منها التوسع الذي شهده التعليم العالي في المملكة وافتتاح الجامعات الجديدة والتي استوعبت نحو 90%من خريجي الثانوية العامة، و كذلك للصعوبات التي واجهها بعض المبتعثين من خريجي الثانوية وتتمثل في اللغة الانجليزية، والفجوة بين مخرجات التعليم العام وبعض متطلبات التعليم العالي في بعض دول الابتعاث خصوصا في العلوم والرياضيات، هذا بالإضافة لصغرسن المبتعثين من خريجي الثانوية العامة وما قد تواجهه هذه الفئة من إشكالات تتمثل في التأقلم مع الأوضاع الاجتماعية و الثقافية والقانونية المختلفة في بلدان الابتعاث، من هنا كانت مطالبات المجلس واستشعارالوزارة لضرورة ترشيد الابتعاث لحملة الثانوية العامة، والجدير بالذكرأن وزارة التعليم العالي بدأت بعقد دورات تخصصية في اللغة الانجليزية والحاسب الآلي في بعض المؤسسات التعليمية السعودية لطلاب المرحلة الخامسة للابتعاث، وأعتقد أن هذه الخطوة سوف تسهل مهام المبتعث و تقلص من حجم الفجوة الثقافية والتعليمة والقانونية. مشاكل تواجه المعلمات والمعلمين * كثر الحديث في تحسين المستويات للمعلمين والمعلمات وتفاوت الراتب بين المعلمات والمعلمين ومشاكل النقل كما يشتكي المعلمون والمعلمات من غياب الضمان الصحي وأكثر الدول لديها مستشفى للمعلمين وأظن أنه كان لدى الوزارة شيء حول إنشاء مستشفى للمعلمين ، كذلك مسألة الفروقات د . اآل مفرح يتحدث للزميل البلوي في الرواتب بعد حل مشكلة تحسين المستويات وفكرة الصرف بأثر رجعي أيضاً يشتكي البعض هذه الأيام من إجبار المعلمين على الدوام في المدارس التي تغلق بسبب " أنفلونزا الخنازير" ماذا ترى اللجنة بخصوص كل ذلك ؟ وماذا عن إعادة النظر في سن المعلمات التقاعدي، وفكرة أن تعمل المعلمة بنصف الوقت ونصف الراتب للتوسع في التعيينات ؟ هذه قضايا مهمة ومتداخلة واهتم بها المجلس عبر اللجنة التعليمية وصدر عنه ثلاثة قرارات بشأن تحسين مستويات المعلمين وإعطائهم الدرجة التي يستحقونها نظاما وتحقق تحسين مستويات المعلمين المعلمات بمكرمة ملكية تم بموجبها حل هذه القضية التي كانت تؤرقنا في المجلس وبالنسبة لتفاوت الرواتب فلا أعلم أن هناك فرقاً بين رواتب المعلمين والمعلمات فيما عدا العاملات في التعليم الأهلي وهذا ما فتيء المجلس من مناقشته والتوصية حيال تلك القضية المهمة ، حيث إننا لا بد وأن ندرك أن التعليم الأهلي رديف التعليم الحكومي ومكمل له وينبغي أن يدعم ماليا و معنويا، وقضية صرف الفروقات لمن تم تحسين مستواهم فالموضوع فصل فيه بموجب المواد المنظمة في نظام التوظيف، وفيما يتعلق بالخدمات فالمعلمون لا يستطيعون ترك طلابهم والذهاب لمتابعة قضية خاصة سواء كانت في الإدارات الحكومية أو الأهلية، لذلك يجب خدمتهم بما في ذلك منحهم خدمة صحية مميزة كونهم يشكلون نصف الموظفين على كادر الخدمة المدنية، ولعل ما يطرح هذه الأيام حول المطالبة برعاية صحية موجهة للمعلمين والمعلمات يحقق ما نهدف إليه جميعا ومن ذلك التأمين الصحي الشامل، ولم لا نبدأ بهذه الشريحة المهمة ويتبعها بقية الموظفين والمواطنين، وشؤون المعلمين من الأمور التي تناقش دوما في المجلس وستظل تطرح ونحن مع رعاية المعلمين والمعلمات إداريا واجتماعيا وصحيا ومهنيا. وبالنسبة لسن التقاعد والدوام الجزئي للمعلمات فإن اللجنة التعليمة رفعت لجهات الاختصاص في المجلس طلبا لإجراء دراسة علمية محايدة لدراسة ذلك وهي في طريقها للتنفيذ حيث إنه لا يحسن أن يتخذ المجلس قرارا دون الاستناد إلى معلومات كافية في هذا الشأن والشؤون الأخرى التي لها مساس مباشر بحقوق المواطنين الوظيفية والمعيشية، ولوجود جهات ذات علاقة قد يكون لها رأي علمي (عملي) مخالف. * ما هو تشخيصكم لواقع الطلاب والطالبات المبتعثين ولو أردنا الحديث بشفافية عن التحديات أو المعوقات التي تواجههم هناك فماذا تقولون ..؟ يشكل الحصول على تأشيرة للدراسة في بريطانيا عائقاً أمام الطلاب السعوديين نتيجة لتطبيق قرار جديد من وزارة الداخلية البريطانية مما يتطلب من بعض الطلاب العودة إلى المملكة لتجديد تأشيرتهم وهم في منتصف مشوارهم الدراسي الأمر الذي قد يتسبب في تعطيل البعض وإرباكهم علمياً واستنزافهم اقتصادياً، فقد طالبنا الجامعات الطلب من الحكومة البريطانية تذليل الصعوبات أمام المبتعثين والمبتعثات السعوديين في المملكة المتحدة ، وذلك بإعادة النظر في قانون منح التأشيرة . والمبتعثات السعوديات في الإجمال يتمتعن بمستوى علمي مشرف ويقف أمام بعضهن مشكلة ( الحضانة) المتعلقة بالمبالغ التي تدفع لأجلها وقد تم مناقشتها في لجنة الشؤون التعليمية في الشورى وندرس توصية للدعم المالي لطالبات الابتعاث للأطفال دون سن الثالثة وحال الاتفاق عليها سيتم تضمينها التقرير الذي سترفعه اللجنة للمجلس لمناقشتها ومن ثم رفعها إلى المقام السامي، لاتخاذ الإجراء المناسب حيالها.